باريس ترفض عرض متّكي لتبادل اليورانيوم... وأنقرة وبرازيليا تعدّان اقتراحات بديلةمع عودة الحديث عن مبادرات جديدة لتبادل اليورانيوم بين إيران والغرب، تعود لغة الحرب من جديد لتؤكد أن هذا الخيار الاسرائيلي لا يزال على طاولة واشنطنرفضت باريس أمس اقتراحاً جديداًَ قدمته إيران حول تبادل اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب بوقود مخصب بنسبة 20 في المئة، فيما كشف مصدر مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن القيادة الأميركية الوسطى ووزارة الدفاع «البنتاغون» تحدثان خططاً تتعلق بتوجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية في إيران.
وقال المصدر لشبكة «سي إن إن»، طالباً عدم ذكر اسمه، إن عملية التحديث بدأت قبل أسابيع وهي تأتي نتيجة القلق المتزايد في أوساط فريق الأمن القومي ورغبته في توفير «خيارات إضافية واضحة» أمام الرئيس إذا قرر توجيه ضربة عسكرية الى طهران، بسبب موقفها المتشدد في الملف النووي.
ولفت المصدر إلى أن قائد أركان الجيش الأميركي الأميرال مايكل مولين، وجه في كانون الأول الماضي انتقادات حادة لقسم التخطيط العسكري التابع له، قائلاً إن أفراده «لم يعملوا بجدية» لتوفير أفكار جديدة حول ضرب المنشآت النووية الإيرانية، «إذا قرر الرئيس المضي بهذه الطريق»، مشيراً الى استعداد الجيش الأميركي من خلال إضافة المعلومات التي توفرها أجهزة الاستخبارات حول طبيعة الأهداف وعمقها والسلاح اللازم لتدميرها والطبيعة الجيولوجية للمنطقة والصخور الموجودة فيها.
وبحسب المصدر فإن هذه التطورات تأتي بعد تقديم وزير الدفاع روبرت غيتس، في كانون الثاني الماضي، مذكرة سرية للبيت الأبيض، أعرب فيها عن قلقه حيال عدم وجود استراتيجية محددة للولايات المتحدة على الصعيدين العسكري والسياسي للتعامل مع التهديد النووي الإيراني المفترض.
الاّ أن غيتس، الذي أقر بإرسال المذكرة الى البيت الأبيض، وفق ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من امس، نفى أن تكون المذكرة «للتحذير»، مشيراً الى أن فريق الأمن القومي التابع للرئيس، «لم يتعامل معها على هذا الأساس».
وأصدر وزير الدفاع الأميركي بياناً قال فيه إن «مصادر نيويورك تايمز، التي كشفت مذكرتي في كانون الثاني الماضي الى مستشار الأمن القومي أساءت وصف الهدف منها ومضمونها».
وأوضح غيتس «أنها طرحت مجموعة من الاسئلة والمقترحات للمساهمة في اتخاذ القرار على نحو منظم وفي الوقت المناسب». وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤول رفيع المستوى، أن المذكرة حثت البيت الابيض على التفكير في كيفية احتواء إيران إذا قررت هذه الأخيرة إنتاج سلاح ذري، وكيفية التعاطي مع إمكان حصول إحدى الجماعات التي تدعمها إيران على وقود أو سلاح نووي. في المقابل، أعلن أحد قادة الدفاع الجوي الايراني، العميد محمد حسن منصوريان، أن بلاده تقوم بتصميم وإنتاج صواريخ بعيدة المدى، «نظراً للتأخر» في تسلم صواريخ أس 300 الروسية، مشيراً إلى طهران لا تشعر بالقلق إزاء التهديدات الموجهة ضدها.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو «ان التصريحات التي أدلى بها (وزير الخارجية الايراني) منوشهر متكي (من أن بلاده تريد أن تبحث مع مجلس الأمن الدولي اقتراحاً جديداً حول تبادل اليورانيوم بين إيران والغرب)، تضاف الى التصريحات المتعددة للسلطات الايرانية بشأن تبادل متزامن لليورانيوم الضعيف التخصيب بوقود لمفاعل الأبحاث في طهران، الامر الذي يتعارض مع عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا يستجيب لقلق المجتمع الدولي».
ويقضي العرض الايراني، حسبما ذكر متكي، باستعداد لتبادل ألف كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3،5 في المئة في وقت متزامن، بـ100 كيلوغرام من الوقود المخصب حتى 20 في المئة.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أمس، أن كلاً من البرازيل وتركيا، اللتين عارضتا فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، تدرس «اقتراحاً بديلاً» لتنفيذ اتفاق مبادلة اليورانيوم بين طهران والغرب، مصمّمين على وضع استراتيجية مختلفة عن العقوبات.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، الذي وصل الى طهران أمس، قال إنه ينوي بحث نتائج زيارته الأخيرة الى واشنطن، مع المسؤولين في طهران.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، رامين مهمانبرست، لصحيفة «حرييت» أن عملية تبادل اليورانيوم يمكن أن تجري برعاية وكالة الطاقة على الأراضي الايرانية، مشدداً على أنه «لا حاجة الى مكان ثالث».
في غضون ذلك، وافق الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، على عدة مواقع لإقامة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم، حسبما أوردت وكالة الانباء العمالية نقلاً عن المستشار الخاص للرئيس مجتبى سماره هاشمي.
من جهة ثانية، حكمت محكمة إيرانية بالسجن على 3 أعضاء من حزب «جبهة المشاركة» الإصلاحي لمدد تصل إلى 6 سنوات، ومنعهم من المشاركة في أية نشاطات سياسية طوال 10 سنوات.
(أ ف ب، الأخبار، رويترز، يو بي آي)