تقرير أميركي يروّج لصواريخ تصل إلى الولايات المتحدة... وأبو ظبي تساوي بين طهران وتل أبيب التقارير المكثّفة التي تصدر باستمرار عن صحف غربية بخصوص تطوير إيران أسلحة ومعدّات حربية، باتت تخدم بلا شك، سياسة التخويف الأميركية من برنامج طهران النووي، بغية حشد مؤيدين إضافيين للعقوبات
أعلن وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، أمس، أن إيران تحتل الجزر الثلاث المتنازع عليها في الخليج مثلما تحتل إسرائيل الأراضي العربية، وذلك غداة الكشف عن تقرير لوزارة الدفاع الأميركية، بأن إيران قد تصبح قادرة على بناء صاروخ قادر على ضرب الولايات المتحدة بحلول عام 2015.
وأكد وزير الخارجية الإماراتي، أمام المجلس الوطني الاتحادي، وهو هيئة تمثيلية منتخبة جزئياً، أن «قضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، التي تحتلها إيران، تمثّل عاملاً سلبياً في العلاقة بين البلدين وستظل مؤلمة بالنسبة إلى كل مواطني الدولة»، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الإمارات.
وأضاف عبد الله بن زايد أن «احتلال أي أرض عربية هو احتلال، وليس سوء فهم، ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو للضفة الغربية أو غزة، فالاحتلال هو الاحتلال، وليس هناك أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى».
وتابع «كإماراتيّ بل وكلّ إماراتيّ، لا بد من أن أكون أكثر حساسية لاحتلال جزء من الإمارات من أي أرض عربية أخرى، وإلا سيكون المرء كمن يكذب على نفسه». ودعا الإماراتيين إلى «التفكير بطريقة مختلفة لدعم إخوتهم المواطنين في جزيرة أبو موسى على وجه الخصوص لأن إمكان التواصل معهم يكاد يكون معدوماً تحت الاحتلال الإيراني الذي يمنع إيصال المساعدات ومواد البناء أو الخدمات الأخرى».
في غضون ذلك، أفاد تقرير لوزارة الدفاع الأميركية بشأن الجيش الإيراني، صدر هذا الشهر وتسلّم الكونغرس نسخة سريّة منه، بأن «إيران وبمساعدة أجنبية كافية ستتمكن على الأرجح من تطوير واختبار صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات، يمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة بحلول عام 2015».
وقال التقرير إن «برنامج إيران النووي ورغبتها في الحفاظ على إمكان تطوير أسلحة نووية جزء أساسي من استراتيجية الردع لديها». وذكر، من دون أن يوضح تفاصيل، أن حزب الله قام، بدعم من إيران، بتجديد ترسانته عما كانت عليه في أثناء الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006. وقال إن إيران لديها القدرة من خلال علاقتها الطويلة بحزب الله «على ضرب إسرائيل مباشرة وهي تهدد مصالح إسرائيلية وأميركية في العالم».
كذلك، أشار التقرير إلى ما عثر عليه في الآونة الأخيرة من أسلحة أعطتها قوة القدس الإيرانية لمسلّحين أفغان، فيما قدر قوام القوات البرية الإيرانية بنحو 220 ألف فرد و«قوات المقاومة البرية» التابعة للحرس الثوري بنحو 130 ألف فرد. وقال إن إيران تملك ما بين 1800 و1900 دبابة.
من جهته، وصف رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، آيك سكيلتون، التقرير بأنه «نظرة شاملة للوضع العسكري في إيران».
وفي سياق متصل، حذّر مسؤول عسكري أميركي سابق، من أن يكون الأوان قد فات لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية.
وقال المسؤول الأميركي، الذي يمتلك خبرة طويلة في العمل مع العديد من الإدارات الأميركية، إنه «بعد مرور 15 شهراً على إدارة (الرئيس باراك) أوباما في السلطة، لم تواجه إيران أي عواقب كبيرة على استمرارها في تخصيب اليورانيوم وانتهاء فترة موعدين نهائيين حددتهما لطهران من دون أن يحدث شيء، وقد يكون الأوان قد فات الآن لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية».
ورسم المسؤول الأميركي «صورة كارثية» افترض فيها «نجاح إيران في تطوير سلاح نووي وتمريره إلى حزب الله اللبناني، الذي يمتلك مخزوناً من المدفعية والصواريخ يفوق بكثير ما يمتلكه العديد من البلدان في المنطقة منها».
وقالت «التايمز»، إن كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين أكدوا أن الخيارات العسكرية لا تزال على الطاولة للتعامل مع تهديد امتلاك إيران لقدرات نووية.
في المقابل، أعلن مساعد قائد سلاح الجو الإيراني، الطيار عزيز نصير زادة، إنه تم تحليق جيل جديد من مقاتلات «أف - 14» برادار إيراني ومحرك متطور، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء فارس.
في هذه الأثناء، حذّرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، من خطر نشوب صراع في المنطقة ما لم تفرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي.
وقالت كلينتون، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»، إن «تجاهل التهديد الذي تمثّله طهران سيضع العالم في وضع أكثر خطورة في غضون ستة أشهر إلى سنة».
من جهته، كرّر وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، استعداد بلاده للتوسط في المواجهة النووية بين الغرب وإيران. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني منوشهر متكي في طهران،«إذا توافرت الإرادة من جانب أصدقائنا الإيرانيين، وإذا رأوا أن من الحكمة أن نقوم بدور... فسنفعل».
وأكد وزير الخارجية التركي أن عقد المؤتمر الدولي لنزع وحظر انتشار الأسلحة النووية في طهران دليل واقعي على معارضة الجمهورية ال‘سلامية للأسلحة النووية.
في هذا الوقت، يقوم الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بعد غد الجمعة، بزيارة رسمية تستغرق يومين إلى أوغندا، العضو في مجلس الأمن الدولي، لبحث الملف النووي الإيراني، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأوغندية.
من ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن قمة دول عدم الانحياز عام 2012 ستعقد في إيران.
إلى ذلك، أدى انفجار سيارة في مدينة إيلام، مركز محافظة إيلام، غرب إيران، إلى مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين، حسبما أعلن المدير العام لجمعية الهلال الأحمر في المحافظة الإيرانية.
(أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، مهر، فارس)