بول الأشقرخاص بالموقع - وأخيراً حكمت محكمة لاهاي في الخلاف بين الأوروغواي والأرجنتين بشأن إقامة الأولى معملاً للورق دُشّن قبل ستة أشهر على ضفة نهر الأوروغواي المشترك بين البلدين. والخلاف يعود إلى عام 2006 عندما أجازت الأوروغواي لشركة بوتنا الفنلندية بناء المعمل ما أثار اعتراض الأرجنتين وعكّر العلاقات بين رئيسي البلدين، وأدّى إلى إقفال الجسر الدولي الذي يربط بينهما من جانب بيئيّين أرجنتينيّين لم تتعرض لهم حكومتهم. وكان رئيس الجمهورية الأرجنتيني آنذاك نستور كيرشنير قد قدّم شكوى رسمية على الأوروغواي أمام محكمة لاهاي.
أعطى قرار المحكمة تعويضاً أخلاقياً رمزياً للأرجنتين، إذ اعترف بأنّ الأوروغواي خرقت معاهدة النهر الموقّعة بين البلدين، وبأنّه كان عليها أن تحظى بمواقفة شريكتها في الإشراف عليه، وأن تتفاوض معها قبل بناء المعمل. ولكنّ الحكم في الواقع كرّس أيضاً الأمر الواقع، إذ إنّه استبعد تعطيل المعمل كما أكّد أنّ عمل هذا الأخير لم يزد تلوّث النهر. وباستثناء البيئيّين الذين يهدّدون الآن بتصعيد تحرّكهم، أبدت الخارجيتان ارتياحهما. الأرجنتينية لأنّ الحكم اعترف بأنّ الأوروغواي خرقت المعاهدة، ما يمثّل في رأيها سابقة تحول دون حصول خروق مشابهة في المستقبل، والأوروغويّانيّة لأنّ كل شيء باق على حاله.
وفي الحقيقة، فإلى جانب الملف التقني، حال التوتر بين رئيسي الدولتين، الأرجنتيني نستور كيرشنير والأوروغوايّاني تاباري فاسكيز دون التوصل إلى اتفاق خلال كل هذه السنوات. فكلاهما عصبيّ في التعاطي، ووصل الخلاف إلى درجة أنّ الأوروغواي لجأت إلى حق النقض لمنع كيرشنير من تسلّم الأمانة العامة لمنظمة «أوناسور» الإقليمية التي تضم كل دول أميركا الجنوبية.
وبعد انتخاب خوسي بيبي موخيكا لرئاسة الأوروغواي، وهو صديق للزوجين كيرشنير، تحسّنت العلاقات بين الدولتين اللتين كانتا تنتظران قرار المحكمة. ستعقد الرئيسة الأرجنتينية الحالية كريستينا كيرشنير اجتماعاً في الأيام القادمة مع الرئيس موخيكا، ومن المرجّح أن يخرجا من اللقاء «حبايب»، بعد أن يقررا طيّ الخلاف. سيقول الرئيس موخيكا إنّ بلده أخطأ بعدم استشارة الأرجنتين، وهو ما كان يقوله منذ البداية، وستقبل الرئيسة كريستينا واقع وجود المعمل، بعد التأكّد من أنّ الطريق عادت سالكة إلى تسلّم زوجها الأمانة العامة لـ«أوناسور».