أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن برنامج زيارته لنيويورك، للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا يتضمن اللقاء مع نظيره الأميركي باراك أوباما، مشيراً إلى أن انعدام الثقة كان وما زال قائماً بين البلدين.
وفي مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» بثتها محطة «سي بي أس» الأميركية، أمس، تطرّق روحاني إلى عدّة قضايا تتعلّق بالاتفاق النووي وما بعده، وتحدث عن الأزمة السورية مشيراً إلى «سيطرة الجماعات الإرهابية على مساحات من الأراضي السورية وتشريد الملايين من أبناء هذا البلد، بسبب ممارسات هذه الجماعات». وتساءل: «هل من الممكن محاربة الإرهابيين من دون وجود دولة ومن دون تقديم الدعم لها؟ وهل من الممكن أن نعمل على إضعاف الدولة ونقول في الوقت ذاته إننا نريد محاربة الإرهاب؟». ورداً على هذا السؤال، أكد روحاني أن «السبيل لحل الأزمة السورية، هو تضافر جميع الجهود في مسار دعم الدولة بمحاربة الإرهاب»، مضيفاً أنه «بعد دحر الإرهاب يمكن البحث في أجواء آمنة حول الدستور والحكومة المقبلة وإجراء الحوار بين الأطياف المؤيدة والمعارضة».

خبراء إيرانيون أخذوا عيّنات من بارشين من دون حضور مفتشين دوليين

في سياق آخر، تناول روحاني العلاقة بين إيران والولايات المتحدة، وقال إن واشنطن تثير الشك دائماً في بلاده. وفيما رأى أن الاتفاق قد يتيح تحسين العلاقات بين البلدين، أضاف أن «غالبية مواطنينا وحسب الاستطلاعات، ينظرون إلى الاتفاق بطريقة إيجابية»، موضحاً، في هذا المجال، أن «المؤسسات، بشكل عام، مثل مجلس الشورى والمجلس الأعلى للأمن القومي ليست بعيدة عن الرأي العام وهي تسير في هذا الاتجاه».
وأقر روحاني بأن «العدائية القائمة بين الولايات المتحدة وإيران، منذ عقود، والمسافة والخلافات وقلّة الثقة لن تختفي سريعاً».
ولفت إلى أن «المهم هو أن نعرف الاتجاه الذي نريد أن نسلكه. هل سنتجه نحو تصعيد العدائية أو نحو تخفيف هذه العدائية؟ أعتقد أننا قمنا بالخطوات الأولى نحو تخفيف العدائية».
ورأى الرئيس الإيراني أن «نتيجة الاتفاق النووي هي لمصلحة الطرفين والجميع لأننا تمكنّا، في قضية حساسة ومعقدة جداً، من الوصول إلى تفاهم واتفاق بشأن طاولة المفاوضات، ومن تبديد الشكوك ونتخذ الخطوة الأولى في مسار بناء الثقة».
وقال «بالطبع، الوصول إلى الثقة بين أيران وأميركا بحاجة إلى فترة طويلة، إلا أن المهم أن نبدأ من نقطة معيّنة، وفي سياق التنفيذ الدقيق للاتفاق يمكننا اتخاذ خطوات أكثر من أجل بناء الثقة». ولكنه أضاف في الوقت ذاته أنه «بالرغم من هذا الاتفاق، إلا أن الهوّة والخلافات وانعدام الثقة لن تنتهي قريباً»، موضحاً أن «سياسة أميركا كانت ضد مصالح الشعب الإيراني، ومن المنطقي أن يكون الشعب الإيراني حساساً بشأن هذه المسألة».
في غضون ذلك وغداة زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو لإيران، أكد المدير العام للشؤون السياسية والأمن الدولي في الخارجية الإيرانية حميد بعيدي نجاد أن زيارة أمانو لبارشين العسكري، كشفت زيف مزاعم المناوئين لإيران بشأن هذا الموقع.
من جهته، أشار المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز کمالوندي، إلى أن إيران سلّمت عيّنات من بارشين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، موضحاً أن «خبراء إيرانيين أخذوا عيّنات من نقاط محددة في موقع بارشين، من دون حضور مفتشي الوکالة الدولية للطاقة الذرية، وسلموها لخبراء الوكالة».
وفي سياق متصل، يتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والفريق النووي الإيراني المفاوض، اليوم، إلى نيويورك، حيث من المقرر أن يعقد اجتماع وزراء خارجية إيران والدول الست، في 28 أيلول في نيويورك، على هامش الاجتماع السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويعقد هذا الاجتماع بهدف بحث أحدث التطورات المتعلّقة بالاتفاق النووي.
(الأخبار)