strong>وسط ضجيج الرصاص الصادر عن مناورات الرسول الأعظم في الخليج، تعود طهران لتطمئن جيرانها الخليجيين بأن بلادهم ليست هدفاً لتحركاتها العسكرية
بدأت قوات الحرس الثوري الإيراني، أمس، مناورات عسكرية تستمر ثلاثة أيام في الخليج، وسط تصريح روسي عن قرب التوصل إلى اتفاق على عقوبات جديدة ضد طهران، التي لمّحت إلى إمكان موافقتها على إتمام عملية تبادل اليورانيوم الضعيف التخصيب بيورانيوم عالي التخصيب، في دولة ثالثة.
وقال الأمين العام للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، إن إيران يمكن أن تتخلى عن المطالبة بتبادل اليورانيوم مع القوى الكبرى على أراضيها إذا حصلت على «ضمانات عمليّة» بشأن هذا التبادل.

«البنتاغون»: الحرس الثوري له قدرات عملانيّة في العالم أجمع
وأضاف صالحي، رداً على سؤال عن إمكان إجراء التبادل في بلد آخر مثل تركيا، «هناك طرق عديدة لإعطاء إيران ضمانات ملموسة. يمكننا مناقشة هذه الضمانات خلال المباحثات». وتابع «نحن مستعدون لبدء مفاوضات من دون شروط مسبقة»، مذكّراً بوجود «اقتراح إيراني على الطاولة».
وفي موضوع العقوبات، أكد نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مقابلة مع تلفزيون «إيه بي سي»، أن الصين «ستوافق على فرض عقوبات» اقتصادية على إيران بسبب برنامجها النووي. وأضاف «إنها المرة الأولى التي يتوحّد فيها العالم أجمع، ويرى أن إيران تجاوزت الحد».
وأكد نائب الرئيس الأميركي أن إسرائيل لن تهاجم إيران لمنعها من الحصول على السلاح النووي.
كذلك، نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية، عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قوله إنه لا يستبعد إمكان أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات ضد إيران قريباً إذا لم تتجاوب مع مطلب المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في تقرير رفعته إلى الكونغرس أن الحرس الثوري الإيراني موجود في فنزويلا. وأوضح التقرير أن «الحرس الثوري الإسلامي له قدرات عملانية في العالم أجمع. إنهم منتشرون جيداً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلال السنوات الأخيرة ازداد وجودهم في أميركا اللاتينية، ولا سيما في فنزويلا».
وحذرت وزارة الدفاع الأميركية من أنه إذا كثفت الولايات المتحدة وجودها في المناطق التي يوجد فيها الحرس الثوري فإن الاحتكاكات بين القوات الأميركية والإيرانية «قد تصبح أكثر احتمالاً». ورأت أن هذه الاحتكاكات قد تكون «مباشرة» أو «عبر مجموعات متطرفة يدعمها» الحرس الثوري.
وتحذّر الوثيقة، التي رفعت السرية عن قسم منها، من أن إيران تتطلع للتحول إلى «قوة إقليمية» عسكرياً ودبلوماسياً في الشرق الأوسط والشرق الأدنى، وكذلك تكثيف وجودها في العالم أجمع.
في هذا الوقت، انتهت المرحلة الأولى لمناورة «الرسول الأعظم» الخامسة في مياه الخليج ومضيق هرمز. وتمكنت القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية في اليوم الأول، من اختبار عوامة ذكية وسريعة جداً تسمى «يا مهدي»، مزوّدة بنظام رصد وتدمير.
واستطاعت القوات الخاصة لسلاح البحر اعتراض فرقاطة وهمية ورفع علم بلادها فوق سطحها، وذلك من خلال تنفيذ عمليات إنزال.
وأفادت وكالة مهر للأنباء بأن 313 من الزوارق الحربية وراجمات الصواريخ شاركت في المناورات.
وكانت وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) قد نقلت عن قائد المنطقة الأولى للقوات البحرية التابعة للحرس، الجنرال علي رضا تنكسيري، أن «الزورق الذي أطلق عليه «يا مهدي» صنع في إيران ويملك قوة تدمير كبيرة جداً، وصواريخه قادرة على إحداث حفرة من 7 أمتار مربعة»، مؤكداً أن هذا الزورق قادر على الإفلات «من رقابة الرادارات».

بايدن: إسرائيل لن تهاجم إيران والصين ستوافق على العقوبات

وأكد تنكسيري أن كل المعدات المستخدمة هي إيرانية الصنع ولها القدرة على المناورة أمام أجهزة الرادار الى حد بعيد. وأضاف «نحن نريد ضمان أمن مضيق هرمز وإبقاءه مفتوحاً وتأمين حرية العبور فيه، إن الأجانب هم من يريدون إغلاق المضيق وجعله غير آمن».
من جهته، أعلن ممثل للمرشد الأعلى في الحرس الثوري الإيراني، علي شيرازي، أن «الرسالة المهمة التي تحملها مناورة الحرس الثوري في الرد على التهديدات الأميركية» هي أن إيران «تقف صامدة لكي تعلن لجميع الذين يهددون السلام والأمن العالميين أنهم أعجز من أن يشنوا أي نوع من الحرب حتى ولو نووية على إيران».
وأكد شيرازي أن مسؤولي الإدارة الأميركية يعلمون جيداً بعظمة الشعب الإيراني، إلا أنهم «ينسون بسرعة العبر التاريخية»، مشيراً الى «أن إيران تسعى فقط الى حفظ عزتها وسيادتها واستقلالها، وأن رسالتها الى جميع دول المنطقة هي رسالة أخوّة وسلام وصداقة».
إلى ذلك، يجري الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، محادثات مع المسؤولين في زيمبابوي، المحطة الأولى في جولة أفريقية تقوده أيضاً الى أوغندا.
(يو بي آي، إرنا، فارس، أ ف ب، رويترز)