فيما كان الجيش التايلاندي وحركة «القمصان الحمر» يستعدان للمواجهة، أدت سلسلة من التفجيرات، أمس، إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة عشرات آخرين بجروح، في وقت ظهرت فيه بوادر امتداد انتفاضة «أصحاب القمصان الحمر» إلى شمال شرق البلاد.
ووقعت الانفجارات قرب الحي المالي في العاصمة، فيما كانت تجري فيه تظاهرتان؛ الأولى مؤيّدة لحكومة ابهيسيت فيجاجيفا، والثانية للقمصان الحمر، أنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا، المناهضين للحكومة.
وفي إشارة إلى عدم تحسّن الأوضاع، وجّه المتحدث باسم الجيش العقيد سونسرن كاويكومنيرد، تحذيراً إلى «القمصان الحمر»، معتبراً أنه «لم يعد أمامهم الكثير من الوقت» قبل شنّ عملية عسكرية لتفريقهم، وأن «السلطات ستتخذ تدابير حاسمة، وستكون الفوضى». وأضاف «نحن لا نريد أن تغامروا بحياتكم. وإذا ما حصل صدام يمكن أن تصابوا بالرصاص الطائش. لم يعد أمامكم الكثير من الوقت. الرجاء مغادرة المكان وإبلاغ السلطات». من جهتهم، حصّن عشرات الآلاف من القمصان الحمر معقلهم في الحي التجاري وسط بانكوك بمتاريس منزلية الصنع، وسط توقعات أن يتدخل الجيش لإجلائهم في أي وقت. وشددوا على أنهم لن يغادروا بانكوك إلا عندما يعلن رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا حلّ البرلمان ويدعو إلى انتخابات مبكرة.
الجيش يهدّد «القمصان الحمر» بعملية عسكرية لتفريقهم
ويبدو أن رقعة الاحتجاجات، التي لا تزال حتى الآن محصورة في العاصمة، بدأت بالتوسع لتشمل مناطق أخرى، وبالأخص شمال شرق البلاد، الذي يعدّ معقل القمصان الحمر. وكانت بوادره الأولى أمس، حين منع نحو ألف متظاهر، طيلة 24 ساعة، انطلاق قطار لنقل الجنود والعتاد في محطة كون كاين (شمال شرق البلاد) معقل «القمصان الحمر»، قبل أن يسمحوا له بمتابعة رحلته بعدما أكدوا لهم أن وجهتهم هي جنوب البلاد لا العاصمة لمواجهة «القمصان الحمر». وكان مئات من المتظاهرين قد أرغموا، خلال ليل أول من أمس، ثلاث حافلات تنقل جنوداً من العودة إلى ثكناتهم. واحتجز «الحمر» أيضاً 200 جندي، كما قال الجيش الذي لم يقدم مزيداً من التفاصيل.
يذكر أن المعارضة كانت قد وجّهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طالبت فيها «على نحو عاجل الأمم المتحدة بالتدخل لمنع عملية قمع عسكري جديد لأنصارنا الذين يتظاهرون سلماً في بانكوك».
(أ ف ب، أ ب، رويترز)