نيويورك ـ نزار عبودوصف منسق عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، جون غينغ، الوضع الإنساني في القطاع بأنه «مأساوي»، وأن الناس «يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة فقط ولا يلقون أي مساندة ذات جدوى من الخارج». وقال في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، أمس، إن «التطورات الإيجابية القليلة التي تحققت بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة للقطاع لا تزيد على قطرة في دلو». أما وعود شرم الشيخ بتقديم 4.5 مليارات دولار، فتحولت إلى «خيبة أمل بالحجم نفسه، لأن الفلسطينيين يواصلون العيش في ظروف مأساوية، ولا يستطيع التلاميذ إيجاد مدارس».
ونتيجة للحصار الذي دام أكثر من 3 سنوات و18 شهراً، لم تتمكن الأونروا من إعادة بناء المدارس الأممية، وهي لا تستطيع شراء المواد من الاقتصاد غير الشرعي، بينما أُصلحت مدارس حكومة «حماس» من خلال المواد المستوردة عبر الأنفاق التي تعدّها الأمم المتحدة «غير شرعية»، وتصفها بأنها تُدار من «عصابات».
ورغم الصورة المأساوية التي رسمها غينغ لمعيشة السكان نتيجة العدوان المستمر، نفى أن تكون الأوضاع المعيشية قد أدت إلى «تفشي الجريمة أو الإرهاب». وقال، رداً على سؤال لـ«الأخبار»، إن «الأجنبي يتمتع بضيافة واحترام. يتمتع الضيوف بواقع يشجع الزوار الرفيعي المستوى من رجال السياسة، الذين ينعمون بأمان حيث لم يتعرضوا لأعمال عنف أو حتى الإساءة بالكلام». وأضاف: «ثمة إساءة في توصيف غزة بأنها كيان عدائي. الناس يتمتعون بمستوى رفيع من الروح الحضارية. إنهم حضاريون كما يتضح من أسلوب تعاطيهم مع الزائرين. وهذا ينطبق علينا كعاملين في القطاع، حيث نحظى باحترام رفيع».
وتابع غينغ قائلاً: «لذا، إننا نشجع الوفود السياسية دوماً على القدوم ومشاهدة الواقع بأنفسهم، معززين بثقة الزائرين السابقين، وكان منهم أعضاء في الكونغرس ووزراء خارجية أوروبيون، ومسؤولون أمميون تمتعوا بزيارة آمنة لغزة ولم يتعرضوا لأي حادث خلال سنوات الحصار الثلاث».