جدّدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، التأكيد أنه «في الوقت الحاضر، تسعى الولايات المتحدة إلى تعميق علاقاتها مع سوريا، رغم المخاوف من أن تكون دمشق قد نقلت صواريخ سكود إلى حزب الله اللبناني».إلا أنها قالت، على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شماليّ الأطلسي في العاصمة الأستونية تالين، إن «سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في بدء حوار مع سوريا يمكن أن تتغير إذا تبين أن دمشق نقلت تلك الصواريخ إلى الميليشيا الشيعية».
وكانت الخارجية الأميركية قد استدعت دبلوماسياً سورياً بارزاً في واشنطن يوم الاثنين الماضي، وطالبته بالتعليق «الفوري» لأي عمليات نقل أسلحة، وخصوصاً صواريخ سكود، التي تشتبه إسرائيل بأن سوريا تنقلها إلى حزب الله. إلا أن المتحدث باسم كلينتون، فيليب كراولي، قال إن واشنطن «لا تستطيع تأكيد ما إذا كانت عملية نقل صواريخ سكود قد جرت فعلاً».
ورداً على أسئلة الصحافيين عن مدى تأثير احتمال نقل سوريا صواريخ إلى «حزب الله» على سياسة واشنطن بالحوار مع دمشق، قالت كلينتون إن واشنطن أعربت عن «أشد القلق بشأن هذه الأنباء التي تشير إلى أنه حصلت عملية نقل لتكنولوجيا أسلحة إلى سوريا لنقلها لاحقاً إلى حزب الله داخل لبنان». وأضافت أنه «في الوقت الحاضر، نعتقد أنّ من المهم المضي في عملية إعادة السفير» الأميركي إلى سوريا لأول مرة منذ خمس سنوات.
وحرصت كلينتون على التأكيد أن هذا «ليس نوعاً من المكافأة للسوريين والأعمال التي يقومون بها، التي تسبب إزعاجاً كبيراً، ليس فقط للولايات المتحدة وإسرائيل، بل أيضاً لآخرين في المنطقة وخارجها».
وأضافت: «لكن هذه أداة يمكن أن تمنحنا ميزة إضافية ونظرة عميقة وتزودنا بالتحليل والمعلومات في ما يتعلق بتحركات سوريا ونياتها». وأوضحت كلينتون قائلة:
«نريد أن تكون لنا علاقة أكثر اتزاناً وإيجابية مع سوريا. نود أن نرى سوريا تؤدي دوراً أكثر إيجابية وتشترك في جهود حل النزاع القائم مع إسرائيل».
وتتهم واشنطن إيران منذ وقت طويل بتسليح «حزب الله»، لكنها لم تتحدث علانية عن المكان الذي ربما حصلت سوريا منه على صواريخ «سكود»، ولم تقل إنها تستطيع أن تؤكد حدوث أي تسليم صواريخ لـ«حزب الله».
(رويترز، أ ف ب)