خاص بالموقع - سادت حالة من التوتر الشديد في بانكوك اليوم، غداة هجمات بالقنابل خلّفت قتيلاً على الأقل و85 جريحاً، في وقت بدأ فيه الطرفان يظهران بعض الليونة في مواقفهم، أملاً بحل الأزمة المستمرة منذ الـ14 من الشهر الماضي.وعاد الهدوء الحذر ليخيّم على مدخل حي سيلوم التجاري والمالي، الذي سادته الفوضى ليل أمس حين انفجرت فيه خمس قنابل وسط مواجهات متقطعة بين «القمصان الحمر» أنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا المناهضين لرئيس الوزراء الحالي ابهيسيت فيجاجيفا، وأنصار الحكومة، وخصوصاً الذين فقدوا صبرهم من طول مدة التظاهرات المستمرة منذ منتصف آذار، والتي تؤثر بشدة على الاقتصاد.
وبعدما أعلن نائب رئيس الوزراء سوثيب ثاوغسوبان، ليلاً، أن ثلاثة قتلى و70 جريحاً سقطوا في التظاهرات، عادت أجهزة الإسعاف ووزارة الصحة وخفضت الحصيلة إلى قتيلة تايلاندية واحدة (26 عاماً).
وتؤكد السلطات أن القنابل ألقيت من المنطقة التي يسيطر عليها «القمصان الحمر» المتحصنون خلف متاريس أقيمت من إطارات السيارات والخيزران في منطقة شاسعة بوسط المدينة. ونفى المتظاهرون بشدة أن يكونوا قد رموا قنابل «على أبرياء». وقال ناتاووت سيكور أحد قادة المعارضة «لديّ أدلة على أن ما حدث الليلة الماضية هو من فعل الحكومة»، معرباً عن رفضه «لكل أشكال العنف».
وعكست تعليقات الصحف المحلية الجمعة حالة الصدمة إزاء ما يجري، وأشار بعضها إلى مجتمع مريض بانقساماته وخصوصاً بين نخبة العاصمة (القصر الملكي والقضاة والقيادات العسكرية ورجال الأعمال) من جهة وجماهير الأرياف وفقراء المدن من جهة أخرى. وكتبت صحيفة «بانكوك بوست» في افتتاحيتها «على الجميع أن يقدم تنازلاً، وإلا فان شبح الحرب الأهلية سيصبح قريباً واقعاً».
وفي إشارة إلى رغبة الطرفين في تغليب الحل الدبلوماسي على حساب الحل العسكري، أعلن فيرا موسيكابونغ، أحد زعماء القمصان الحمر، أن جماعته على استعداد لبدء مفاوضات مع الحكومة لإنهاء الأزمة سياسياً. وقال موسيكابونغ إن جماعته قد غيرت من مطلبها الرئيسي بأن يحل البرلمان على الفور إلى منح مهلة زمنية مدتها 30 يوماً. وطالب في بيان تلاه أمام مؤيديه بانسحاب القوات من موقع تجمهر المعارضين وإجراء تحقيق مستقل في المصادمات التي وقعت في الـ10 من نيسان الجاري مع المتظاهرين والتي أودت بحياة 25 شخصاً وفي هجمات بالقنابل وقعت الليلة الماضية.
في المقابل، قال قائد الجيش التايلاندي انوبونغ بوتشينيدا، في اجتماع لكبار قادة القوات المسلحة، إنه لا يعتزم شن حملة صارمة على المحتجين المناهضين للحكومة. ونقل المتحدث باسم انوبونغ عنه قوله في الاجتماع «إن شن حملة صارمة ضرره أكبر من نفعه، لذا فإنه يتعين على الجيش مواصلة محاولة رفع درجة الوعي والفهم للموقف بين عامة الشعب».
ميدانياً، تواجهت قوات الأمن والمتظاهرين بالأيدي وقوارير المياه. وحاولت قوى الأمن التفاوض من أجل جعل المتظاهرين يتراجعون مئة متر إلى الخلف ليتسنى لها تأمين حركة المرور على أحد أكبر تقاطعات المدينة. لكن الشرطة انسحبت في ما بعد من دون عنف. وازداد الموقف تعقيداً باعتزام جماعة أخرى تنظيم تظاهرة يشارك فيها 50 ألف شخص في الحي القديم ببانكوك اليوم لمطالبة أصحاب القمصان الحمر بإنهاء احتجاجهم، ما ينذر بمزيد من الفوضى.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة السلطات التايلاندية إلى «تفادي العنف» والعمل على حل النزاع «عبر الحوار».

(ا ف ب، رويترز)