strong>على وقع أصوات القذائف والصواريخ في الخليج، يناقش وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في فيينا قضية تبادل اليورانيوم. مشهد يؤكد سير طهران على خطين متوازيين: طريق التفاوض والاستعداد لما هو أسوأ أجرت قوات الحرس الثوري الإيراني، أمس، تجارب على خمسة صواريخ جديدة، في آخر يوم من مناورات «الرسول الأعظم» الخامسة في مضيق هرمز، فيما أجرى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي محادثات بشأن تبادل اليورانيوم مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا امانو، في فيينا.
وأطلقت في المرحلة الرابعة والأخيرة من مناورات «الرسول الأعظم ــ 5» خمسة صواريخ كروز، اثنان منها من طراز صاعقة (أرض – بحر) والآخر من طراز خاتم (أرض – بحر) واثنان من طراز نور أطلقا من زوارق «تندر» لتصيب سفينة حقيقية ومتحركة في بحر عمان.
كذلك جرت مناورات ليلية بالقوارب البحرية شارك فيها 60 زورقاً حربياً، فيما استخدمت القنابل الذكية ضد الأهداف الأرضية، بما فيها قنابل تفجر عن بعد في مواجهة الإنزالات البحرية.
وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن حرس الثورة، فتش سفينة فرنسية وأخرى إيطالية في مضيق هرمز للتحقق من «احترامهما المعايير البيئية».
كذلك كشف الحرس الثوري عن أن طائرة خفيّة إيرانية من دون طيار، تستطيع القيام بعمليات قصف، ستكون جاهزة بحلول آذار من العام المقبل.
وفي فيينا، أجرى متكي محادثات «حاسمة وتفصيلية» مع يوكيا، بشأن اقتراح مبادلة الوقود النووي بين طهران والغرب. وقالت وكالة الطاقة، في بيان، إن «الاجتماع عقد في مناخ عملي».
وذكرت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية أن متكي شرح في اللقاء، مواقف بلده بخصوص برنامج إيران النووي السلمي، مشيراً إلى أن اقتراح تبادل الوقود لا يزال على الطاولة.
وشدد متكي على مسؤولية وكالة الطاقة وباقي الأطراف بتزويد مفاعل طهران بالوقود لإنتاج الأدوية لأكثر من 850 ألف مريض بحاجة إلى مثل هذه الأدوية.
من جهته، وصف يوكيا محادثاته مع متكي والتعاون بين إيران والوكالة، بالبنّاءة، مؤكداً ضرورة استمرار المشاورات، حسبما نقلت عنه «إرنا».
بدوره، رحب مندوب الولايات المتحدة لدى وكالة الطاقة، غلين ديفيز، بالاجتماع. وقال إن «(هذه) فرصة جيدة للوكالة كي تعبر عن مخاوفها لإيران مباشرة».
في هذا الوقت، رفض الحرس الثوري في إيران الجهود التي تتزعمها الولايات المتحدة لفرض عقوبات عليه، ووصفها بأنها «مثيرة للسخرية». وقال القائد في الحرس، يد الله جواني، إن الحرس يمكنه أن يحل بسهولة محل شركات النفط الأجنبية مثل «شل» و«توتال» في مشروعات الطاقة المحلية.
من ناحية أخرى، ذكرت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أن الدولة العبرية ساعدت على هروب العالم النووي الإيراني، شهرام أميري، الى خارج بلاده.
ونقلت الإذاعة عن نائب الوزير المكلف شؤون تنمية النقب، أيوب القرا، قوله أثناء اجتماع عام في رامات غان قرب تل أبيب، إن عالماً ذريّاً إيرانياً طلب أخيراً اللجوء السياسي الى إسرائيل بعدما تلقّى المساعدة للخروج من بلاده. وأضاف «لا يزال من المبكر جداً إعطاء تفاصيل أخرى»، مكتفياً بالقول إن هذا العالم «يقيم حالياً في دولة صديقة».
وفي السياق، قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن الاضطراب السياسي في إيران يدفع المزيد من المسؤولين إلى الانشقاق أو تسريب معلومات للغرب، ما يخلق دفقاً جديداً من المعلومات الاستخبارية عن برنامج إيران النووي.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وأوروبا، إن بعض أهم المعلومات الجديدة جاءت من مخبرين، بينهم علماء وآخرون مطّلعون على البرامج العسكرية الإيرانية، وجميعهم يحرّكهم كرههم للحكومة وقمعها للحركة المعارضة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وأضاف هؤلاء إن هناك مجموعة كبيرة من التسريبات قام بها مسؤولون دبلوماسيون وعسكريون، بعضها جاء على نحوٍ علني، ومنها ما سرّبه الدبلوماسي الإيراني محمد رضا حيدري في النروج.
في الشأن الداخلي، اتهم زعيم حزب «درب الأمل الأخضر» الإصلاحي، مير حسين موسوي، الحكومة الإيرانية باضطهاد المعارضين باسم الإسلام. ونقل موقع «كلمة» عنه قوله إن «الطريق الوحيد لخروج إيران من الأزمة سيكون لكم (أيها الحاكمون) بتغيير مقاربتكم».
من جهتها، حمّلت زوجة أمين حزب «اعتماد مللي» الإصلاحي، مهدي كروبي، السلطات الحالية مسؤوليّة كل مكروه قد يصيب زوجها أو أفراد أسرتها بعدما أوضحت أن 15 مسلّحاً اقتحموا منزلهم في أثناء تغيّبهم عنه.
من جهة ثانية، يبدأ النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، يوم الأربعاء المقبل زيارة إلى سوريا، يترأس خلالها الجانب الإيراني في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، التي تنعقد يومي 28 و29 نيسان الجاري، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
إلى ذلك، أعلن محافظ سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران، علي محمد آزاد، أنه تم العفو عن 110 من أعضاء منظمة «جند الله» بزعامة عبد المالك ريغي.
(أ ف ب، أ ب، إرنا، يو بي آي، رويترز)