أقرّ وزراء داخلية دول الاتحاد، خلال جلسة استثنائية عُقدت في العاصمة البلجيكية يوم أمس، مشروع قرار إعادة توزيع 120 ألف لاجئ، وذلك فيما لم تتضح حتى مساء أمس تفاصيل القرار الذي ستكون المصادقة عليه على رأس جدول أعمال قمة قادة الاتحاد الأوروبي اليوم، والتي ستبحث أيضاً تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد، أي سبل خفض أعداد اللاجئين والمهاجرين الوافدين إلى القارة، وإنقاذ أحد أهم أعمدة «المشروع الأوروبي»، أي اتفاقات «شنغن» للعبور الحر بين دول الاتحاد، التي تم تعليقها عملياً بين العديد من الدول الأوروبية الساعية للحد من تدفق اللاجئين، حيث رأى المفوض الأوروبي للهجرة، ديميتريس افراموبولوس، أن الاتحاد يواجه «أزمة وجودية».
وتعقيباً على إعلان لوكسمبورغ، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن رقم 120 ألف لاجئ يمثل 20 يوماً فقط من المتوسط اليومي لعدد الوافدين إلى القارة الأوروبية، وهو 6 آلاف لاجئ. وقالت المتحدثة باسم المفوضية، ميليسا فليمنغ، إن «مجرد وضع برنامج لإعادة التوزيع في هذه المرحلة من الأزمة لن يكون كافياً لاستقرار الوضع»، داعية الاتحاد الأوروبي إلى إقامة منشآت إيواء يمكنها استيعاب عشرات الألوف من اللاجئين في أي وقت، وذلك فيما توقعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن يبلغ عدد الساعين للجوء إلى القارة هذا العام، فراراً من الحرب في سوريا والعراق، رقماً قياسياً يبلغ نحو مليون شخص. وطالبت المنظمة زعماء الاتحاد الأوروبي بتنحية الخلافات جانباً لمواجهة هذا التحدي، مرجّحة أن يكون نحو نصف مليون شخص من هؤلاء «مؤهلين للحصول على صفة اللجوء». وكانت الامم المتحدة ومنظمات دولية أخرى حذرت من أنها «الفرصة الاخيرة» للدول الأوروبية للاتفاق على كيفية التعامل مع تدفق المهاجرين الهاربين من الحروب (وانقطاع سبل العيش) في بلدان مثل سوريا وأفغانستان.
في المقابل، أوضح وزير الداخلية التشيكي، ميلان شوفانيك، أن بلاده والمجر ورومانيا وسلوفاكيا صوّتت ضد القرار، فيما امتنعت فنلندا عن التصويت. وقُبيل اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين، أكد رئيس الوزراء التشيكي، بوهوسلاف سوبوتكا، في مؤتمر صحافي في براغ، أنه ووزير الداخلية في حكومته «سنرفض صراحة أي مسعى لإقرار آلية دائمة لإعادة توزيع اللاجئين... ونرفض أيضاً إقرار الحصص» الإلزامية لاستقبال هؤلاء.
وفيما أجاز البرلمان المجري للجيش استخدام الرصاص المطاطي ضد المهاجرين الذين يحاولون دخول البلاد بطريقة غير قانونية، قال رئيس وزراء البلاد، فيكتور أوربان، إن «المجر وأوروبا برمتها في خطر»، وإن اللاجئين «يغرقون» أوروبا، وإنهم «لا يقرعون بابنا، بل يقتحمونه». وفي ألمانيا، التي كانت حتى وقت قريب تعلن أنها لن ترد أي لاجئ يدخل أراضيها، أعلنت شركة سكك الحديد الوطنية تعليق رحلاتها بين ميونيخ وسالزبورغ وفيينا وبودابست، حتى الرابع من تشرين الأول، بسبب الاضطرابات الناجمة عن إجراءات مراقبة الحدود التي أعادت فرضها السلطات الألمانية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)