بدء إنتاج «نصر ــ 1» الموازي لـ«كروز»... وشهران لمغادرة الطيارين الروسلم تلغ إسرائيل فكرة ضرب إيران من جدول أعمالها، رغم السعي الأميركي لمنعها من ذلك. وأحدث ابتكاراتها هو الحديث عن دعم إسلامي لهذه الضربة، في وقت لا تزال فيه إيران مطمئنة إلى تعثّر مسار العقوبات، وتعمد إلى تدشين مزيد من الأسلحة الجديدة
أعلن نائب وزير التنمية الإقليمية الإسرائيلي، أيوب القرا، أن إسرائيل تلقّت رسائل من دول إسلامية قالت فيها إنها ستدعم أي عملية عسكرية على إيران، التي دشّنت أمس صاروخ كروز جديد باسم «نصر ـــــ 1». وقال القرا إن الدولة العبرية «تلقّت رسائل من دول إسلامية تدعم أي ضربة إسرائيلية أو أميركية لإيران، ولكن ليس علناً». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن القرّا رفض خلال ندوة ثقافية أقيمت في بئر السبع، تسمية هذه الدول، إلا انه رأى أن «هناك ائتلافاً كبيراً يتكوّن بين الدول الإسلامية ضد إيران».
في غضون ذلك، اتفقت الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا على مسوّدة اقتراح لفرض مجموعة رابعة من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، وقدمته إلى روسيا والصين في انتظار تعقيب كل منهماوقال دبلوماسيون غربيون لدى الأمم المتحدة إن ردّ فعل روسيا الأوّلي على الاقتراح الجديد كان سلبياً، لكنّ موسكو قالت إنها تؤيّد مبدئياً فكرة اتخاذ إجراءات عقابية جديدة في حق طهران لتحدّيها القرارات الخمسة لمجلس الأمن الدولي، التي تطالبها بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم.
أمّا وزير الخارجية الصيني، يانغ جيه تشي، فأعلن على هامش الدورة السنوية لبرلمان بلاده، أن «هناك بعض الصعوبات المحيطة بجهود تسوية المسألة النووية الإيرانية في الوقت الراهن، لكننا لا نعتقد أن الجهود الدبلوماسية استنفدت».
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن الإدارة الأميركية دفعت خلال العقد الماضي أكثر من 107 مليارات دولار لشركات أجنبية وأخرى أميركية متعددة الجنسيات تقوم بأعمال في إيران. وقالت الصحيفة، التي حلّلت محفوظات السلطات ووثائق الشركات المعنية، إنه على الرغم من الرغبة المعلنة للإدارة الأميركية في عدم تشجيع الاستثمارات في إيران، فإن هذه الدفعات جرت عبر عقود ومساعدات أو وسائل دفع أخرى.
وفي طهران، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، أن «التوافق بين هذه الدول لفرض عقوبات على إيران سيكون صعباً». وقال «من الطبيعي ألّا يطبّق مبدأ فرض عقوبات بسبب برنامج إيران النووي السلمي، وخصوصاً أن دوافعه سياسية ولا يقوم على أي قاعدة منطقية أو قانونية».
وفي خطوة تؤكد توتّر العلاقات بين روسيا وإيران، على خلفية موقف موسكو المؤيّد لعقوبات على إيران، أعلن وزير الطرق والمواصلات الإيراني، حميد بهبهاني، أنه «تنفيذاً لأوامر الرئيس (محمود أحمدي نجاد) حدّدت وزارة الطرق والمواصلات مهلة شهرين لمغادرة كل الطيارين الروس إيران». ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن بهبهاني قوله إن لدى بلاده «الكثير من الطيارين المهرة، ولا داعي لعدم الاستفادة من خبراتهم».
وكان رئيس منظمة الخطوط الجوية رضا نخجواني قد أشار قبل فترة إلى أنه تجري صياغة قرار لخروج الطيارين الروس من إيران وإبدالهم بإيرانيين.
وذكرت «فارس» أن مسألة الاستغناء عن الطيارين الروس طرحت بعد تحطّم طائرة ركاب إيرانية في مدينة مشهد في تموز الفائت، حيث بيّنت التحقيقات أن السرعة الكبيرة للطيار الروسي كانت السبب في خروج الطائرة عن المدرج واصطدامها بجدار المطار، وبالتالي مقتل عدد من الركاب.

نجاد في أفغانستان اليوم: هجمات 11 أيلول كذبة كبيرة
من جهة ثانية، أعلن وزير الدفاع الإيراني، أحمد وحيدي، أن إيران بدأت بإنتاج صاروخ جديد قصير المدى من طراز «كروز» مضاد للسفن أُطلق عليه اسم «نصر ـــــ 1»، قادر على «تدمير أهداف من ثلاثة آلاف طن». وقال العميد وحيدي، خلال تدشين خط إنتاج الصاروخ، إن هذه الصواريخ يمكن إطلاقها من على الشواطئ أو قطع البحرية، ونعمل على تطويرها لكي يتسنّى في المستقبل إطلاقها من الطائرات العمودية أو الغواصات.
بدوره، رأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن هجمات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة «كانت كذبة كبيرة مهّدت لاجتياح أفغانستان، بذريعة الحرب على الإرهاب».
وأكد الرئيس الإيراني، الذي يزور أفغانستان اليوم بدعوة من نظيره حميد قرضاي، أن الهجمات التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي كانت «سيناريو وعملاً استخبارياً معقّداً».
إلى ذلك، ذكر موقع «سحام نيوز» الإلكتروني الخاص بالمعارض الإيراني مهدي كروبي، أن السلطات الإيرانية منعت ابن كروبي، الأستاذ الجامعي محمد تقي كروبي، من مغادرة البلاد إلى لندن، وصادرت جواز السفر الخاص به.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)