خاص بالموقع- أعلن المفوّض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريش، أن نحو 350 ألف نازح من جمهورية أفريقيا الوسطى، لاجئين في الدول المجاورة، هم ضحية «مأساة» ما زالت «الأسرة الدولية تجهلها». وأكد المسؤول عقب زيارة إلى مخيمات يعيش فيها مواطنون من أفريقيا الوسطى في الكاميرون بعد زيارة جمهورية أفريقيا الوسطى أن «هناك مئتي ألف مواطن نازح من أفريقيا الوسطى داخل بلادهم، إضافة إلى ثمانين ألفاً لجأوا إلى الكاميرون وأكثر من ستين ألفاً إلى تشاد».
وأعرب المفوض عن أسفه لهذه «المأساة الضخمة» التي تجهلها الأسرة الدولية تماماً»، بينما تبث وسائل الإعلام «يومياً صوراً من أفغانستان والعراق واليمن والصومال وحتى كونغو الديموقراطية». ورأى أن «مستوى المعاناة الناجمة عن العنف (الاجتماعي والسياسي) في أفريقيا الوسطى مثير للقلق».

وتواجه جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تشهد حالياً فترة إرساء السلم، منذ سنوات حركات تمرد وانقلابات وتجاوزات من حركات التمرد والعسكر «وقطاع الطرق». ودفعت عمليات السطو والاغتصاب والسرقة والقتل التي يرتكبها «الزراغين» أو «قطاع الطرق» بمعظم العائلات إلى الفرار وترك كل شيء كما أكد المفوض.

وأكدت المفوضية العليا للاجئين للأمم المتحدة أن لاجئي أفريقيا الوسطى التي بدأت عمليات الهجرة فيها سنة 2005، ما زالوا ينزحون إلى البلدان المجاورة.

وأوضح الناطق باسم المفوضية في غرب أفريقيا فرانسيس كباتيندي، أنه «خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة ازداد عدد الوافدين (من نازحي أفريقيا الوسطى) إلى الكاميرون بنسبة 30 في المئة»، مؤكداً أن ذلك يدل على «استمرار انعدام الأمن في أفريقيا الوسطى».

وقال غوتيريش إن لاجئي أفريقيا الوسطى يلقون عموماً «استقبالاً حسناً» في الكاميرون، لكن وسائل تلبية «حاجاتهم الضخمة» ليست متوافرة. وأكد أن «ما نستطيع أن نفعله ليس سوى قطرة ماء بالنسبة إلى ما يحتاجون».

وتفتقر مواقع الاستقبال إلى أدنى الحاجات بما في ذلك الأغذية. وفي 2007 كان 17 في المئة من مواطني أفريقيا الوسطى في الكاميرون يعانون من نقص في التغذية، حسب المفوضية.

وأوضح عدة لاجئين في بولمبي أن الملاجئ المبنية في معظمها من أغصان النخيل وأوراقها، هشة وضيقة وأنهم يضطرون إلى وضع ألواح على «منازلهم» للحدّ من تسرّب الأمطار. وفي مانجو لا تتوافر فصول دراسة لاستقبال نحو «500 طفل» حسب مسؤول محلي.

وعلى الصعيد الصحي، تنتشر «ديدان الأمعاء» لدى معظم اللاجئين الذين يتناولون مياهاً ملوثة خلال موسم الأمطار ويعانون من قلة الماء والعطش خلال موسم الجفاف.

وأشارت مساعدة مفوضة الأمم المتحدة في البلاد كاثرين حامون، إلى أنه في هذه «المأساة» يشدد العاملون في المجال الإنساني أيضاً على المعاناة النفسية للعديد من النساء والفتيات اللواتي يأتين إلى الكاميرون ويروين «حكايات اغتصاب وتجاوزات جنسية» يرتكبها بحقهنّ في معظم الأحيان مهاجمون ولصوص.

وخلص غوتيريش إلى القول إن «الأسرة الدولية أمام واجب إنساني» وعليها دعم بانغي في عملية إرساء الاستقرار والأمن في البلاد وكذلك «تلبية حاجات شعب أفريقيا الوسطى سواء كان داخل حدود بلاده أو في البلدان المجاورة».



(ا ف ب)