خاص بالموقع- ما من شأنه أن يصبّ في غير مصلحة «طالبان» في الحرب الدائرة في أفغانستان منذ ما يزيد على ثماني سنوات، أعلن قائد شرطة بغلان أن معارك تتواصل لليوم الثاني على التوالي بين حركة «طالبان» ومتمردين في الحزب الإسلامي في شمال أفغانستان، مؤكداً أن ثمانين شخصاً قتلوا منذ بداية المواجهات.


ويتواجه مسلّحو «طالبان» ومسلّحو زعيم الحرب قلب الدين حكمتيار منذ صباح أول من أمس في ولاية بغلان، المنطقة التي يتمتع فيها حكمتيار بنفوذ كبير. وقال محمد كبير أندارابي «حسب معلوماتنا قُتل ستون شخصاً بينهم أربعون مقاتلاً من الحزب الإسلامي وعشرون مسلحاً من «طالبان» منذ اندلاع المواجهات. ومعلوماتنا تفيد بأن 19 مدنياً أيضاً قتلوا».



وأوضح أن «أربعة من قادة الحزب الإسلامي هُزموا أمام «طالبان» وسلّموا أسلحتهم واستسلموا للشرطة». وأضاف أن «قادة آخرين قالوا إنهم سيستسلمون».



وأكد قاضي برهان، الذي يقول إنه أحد القادة المحليين للحزب الإسلامي، أن المعارك اندلعت بعد رفض «طالبان» الإفراج عن مقاتلين من الحزب الإسلامي.



وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الشرطة المحلية لال محمد أحمد زاي أن 11 من قادة الحزب الإسلامي و68 من عناصره انشقوا عن الحزب وانضموا إلى الحكومة. وأضاف أن «الحكومة تحاول إنقاذ عناصر الحزب الإسلامي الذين يطوّقهم عناصر «طالبان»، ونحن نشنّ عملية لمنع وقوع ضحايا من المدنيين».



من جهة ثانية، قام الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، للمرة الأولى، بزيارة مدينة مارجه التي يتركز عليها الهجوم الواسع النطاق «المشترك» الذي تشنّه قوات التحالف والجيش الأفغاني منذ ثلاثة أسابيع في جنوب أفغانستان، وطلب من القبائل المحلية دعمه ووعد ببناء مدارس ومستشفيات.



ورافق قرضاي قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال ووزيرا الداخلية والدفاع الأفغانيان. وقال أمام 300 من زعماء القبائل المحلية، الذين تجمعوا في أحد المساجد قرب سوق مرجه المركزي، «أنا هنا للاستماع إليكم والإصغاء إلى مشاكلكم». وأضاف «هل أنتم ضدي أم معي؟ هل ستدعمونني؟»، موجّهاً سؤاله إلى زعماء القبائل الذين رفعوا أيديهم إشارة إلى ولائهم له.



ووعد الرئيس الأفغاني بإرساء الأمن وببناء مدارس وطرقات ومستشفيات. لكنّ زعماء القبائل تذمّروا من وجود مسؤولين فاسدين وضعوا في مراكزهم قبل سيطرة «طالبان» على المنطقة، ومن مدارس حوّلتها القوات الدولية إلى مواقع قتالية، ومن توقيف مدنيين أبرياء وإيداعهم السجن من قبل الحلف الأطلسي، خلال الأسابيع الأولى من الهجوم.



وقال قرضاي «إني سعيد جداً اليوم. جئت شخصياً إلى مارجه وتسنّت لي الفرصة للقاء السكان والتحدث إليهم. وفي الوقت نفسه، فإنه أمر محزن رؤية كيف أن السكان يعانون من الحكومة الأفغانية ومن الأجانب»، في إشارة إلى العمليات العسكرية. واستطرد «إن شاء الله سنسعى إلى حل مشاكلكم».



(أ ف ب)