في أجواء الحديث عن عقوبات ضد إيران، تتنامى لغة الحرب في سياق عملية شد وإرخاء بين إسرائيل والولايات المتحدة. لغة ربما يهدف الغرب من إثارتها الدائمة إلى رفد تهديداته بعصا غليظة في وجه إيران، التي تمضي في طموحاتهاأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، أن إيران لا تمثّل تهديداً وجودياً على إسرائيل، التي قال إنها تعمل لكي لا تمثّل طهران تهديداً من هذا النوع عليها، في وقت يزور فيه نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، الدولة العبرية لتحذيرها من توجيه أي ضربة عسكرية إلى الجمهورية الإسلامية.
وقال باراك، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن «إيران ليست تهديداً وجودياً على إسرائيل، لكن لديها قدرة على التطور لتصبح تهديداً وجودياً على إسرائيل، ونحن نعمل من أجل منع ذلك». وأضاف أن «الولايات المتحدة لديها جدول عمل خارجي وداخلي معقّد وثمة صعوبة في التنسيق بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران والعملية السياسية عندنا، ومسؤوليتهم (الأميركيين) تجاه أميركا الجنوبية».
في هذا الوقت، قال نائب الرئيس الأميركي، قبل مغادرته الى إسرائيل، إن إدارة الرئيس باراك أوباما عززت الدفاعات الأميركية مع الدولة العبرية، وستوحّد الصفوف مع حليفتها في مواجهة أي تهديد من إيران مسلحة نووياً.
وفي حديث مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أكد بايدن أن واشنطن تبذل جهوداً مكثّفة لحشد الضغوط الدبلوماسية الدولية ضد إيران، وأيضاً الإجراءات التي تتخذها من جانب واحد وزارة الخزانة الأميركية.
وأضاف بايدن، وهو أرفع مسؤول أميركي يزور إسرائيل منذ تسلم أوباما منصبه في كانون الثاني 2009، «يمكنني أن أعد شعب إسرائيل بأننا سنتصدى كحلفاء لأي تهديد أمني ستواجهه. إيران المسلحة نووياً لن تمثّل تهديداً على إسرائيل وحدها، بل على الولايات المتحدة أيضاً».
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، الولايات المتحدة وبريطانيا بتشجيع الإرهاب في المنطقة.
وقال، خلال مؤتمر عن التعاون الإقليمي في آسيا الوسطى، إن «القواعد الأجنبية في المنطقة لا تهدف الى توفير الاستقرار والأمن بل أُقيمت لغرض توسّعي وللتدخل في شؤون بلدان المنطقة».
وفي الملف النووي، كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس عن أن دبلوماسيين غربيين يعملون مع دول عربية لإقرار عقوبات بديلة ضد إيران، بسبب برنامجها النووي. وقالت إن «التدابير الجديدة ستركز على الحرس الثوري الايراني والميليشيات السرية، التي يشتبه في قيامها بإدارة برنامج طهران النووي السري وتمويله».
وأشارت الصحيفة إلى أن «المفاوضات تشارك فيها مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا واليابان وألمانيا وفرنسا وكندا، إلى جانب أوستراليا وكوريا الجنوبية والسعودية والإمارات. كذلك جرى الاتصال مع دول أخرى تشمل الهند وماليزيا وأندونيسيا، التي تملك مصارف صغيرة وفّرت ملاذاً للشركات الايرانية».
وقالت «ديلي تلغراف» إن «الدول العربية قلقة بشأن العقوبات الجديدة تحسباً من إغضاب جارتها إيران، ومن غير المحتمل أن تظهر تعاونها مع الولايات المتحدة علناً، إلا أن واشنطن واثقة من أن هذه الدول ستتعاون في السر».
إلى ذلك، ذكر مسؤول في مكتب الرئاسة الايرانية، أن الرئيس محمود أحمدي نجاد، لن يزور أفغانستان، التي كان من المقرر أن يصل إليها أمس.
(أ ف ب، يو بي آي)