ديما شريففي المقابل، يعاون رئيس الوزراء الحالي غوردن براون أحد خبراء الاستطلاعات، جويل بينينسون، الذي عمل في حملة أوباما أيضاً، وساعد على الإعداد لظهوره التلفزيوني. ويساعد حزب «العمال» مستشار أوباما دايفيد أكسلرود، ومدير حملته دايفيد بالوف أيضاً.
ويعكس قرار الاستعانة بمستشاري أوباما والعاملين في حملته الانتخابية مدى قلق العمال والمحافظين من المناظرات التلفزيونية، وتقديرهم لأهميتها في التأثير على الرأي العام. كما يظن هؤلاء أنّه ربما من المفيد أن يُربطوا بأوباما عبر مستشاريه نظراً لشعبيته بين الناس في بريطانيا أيضاً.
وأعلن المحافظون مراراً أنّهم معجبون بشباب أوباما وطلته ورسالته التغييرية، ويشبّهون زعيمهم به. فدايفيد كاميرون لم يتخطَّ الرابعة والأربعين من عمره، ويحاول الترويج لنفسه على أنّه يحمل بذور التغيير الذي ينشده البريطانيون. أما غوردن براون، فحاول مراراً أن يربط نفسه بأوباما ليبدو قريباً منه، ويستفيد من شهرته، لذا ناصره في قضايا التحفيز الاقتصادي والاحتباس الحراري في المؤتمرات الدولية التي جمعتهما.
ويعتمد الطرفان كثيراً على خبرة المستشارين الأميركيين لكونها المرة الأولى التي تحصل فيها مناظرات تلفزيونية في بريطانيا قبل الانتخابات.
والمستشارون حريصون جداً على الطريقة التي يتعاطون بها مع زبائنهم الجدد، على قاعدة أنه يجب ألّا يُظهروا كأنّ الإدارة الأميركية تدعم أحد الأطراف ضد الآخر، كما يجب ألّا يتعاملوا مع طرف يمثل عكس ما يطمح إليه أوباما من قيم ومصالح.
ويرى المراقبون أنّ غض أوباما النظر عن عمل مستشارته دان مع زعيم حزب المحافظين يعكس حقيقتين؛ أولاهما أنّ علاقة الرئيس الأميركي برئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ليست مميزة، رغم الارتباط التاريخي للديموقراطيّين بـ«العمال». أما الثانية، فهي أنّ كاميرون قائد يمكن التعاطي معه، وخصوصاً أنّ المؤشرات كلها تشير إلى أنّه سيكون رئيس الوزراء البريطاني المقبل.
يشار إلى أنّ الانتخابات العامة لملء مقاعد مجلس العموم، التي زيدت أربعة مقاعد هذه السنة لتصبح 650 مقعداً، ستجري قبل الثالث من حزيران المقبل، وسيحدّد تاريخ الانتخابات في الأسابيع المقبلة.