واشنطن ــ محمد سعيدأشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتصويت مجلس النواب على مشروع إصلاح نظام الرعاية الصحية، معتبراً أن الولايات المتحدة حققت بذلك نصراً تاريخياً وتخطت عقبة السياسة.
وتبنّى النواب المشروع، ليلة أول من أمس، بالنسخة التي أقرها مجلس الشيوخ في 24 كانون الأول بغالبية 219 صوتاً في مقابل 212، أي أكثر بثلاثة أصوات من غالبية الـ216 الضرورية. وصوّت النواب بعدها على سلسلة من «البنود التصحيحية» التي طالبوا بإدخالها على مشروع قانون مجلس الشيوخ ليحقق شروطهم (220 في مقابل 211 صوتاً). وهذا النص سيحال على مجلس الشيوخ الذي يفترض أن يوافق عليه يوم الثلاثاء المقبل.
وقال أوباما، في كلمة ألقاها من البيت الأبيض بعد توقيعه على مشروع القانون الذي اعترض عليه كل النواب الجمهوريين الـ178 إلى جانب 34 ديموقراطياً، إن «الأميركيين أثبتوا بذلك أنهم شعب قادر على تحقيق أمور جسام». وأضاف «لبوا نداء التاريخ مثلما فعل أجدادهم، ولم يحاولوا التهرب من مسؤولياتهم بل تحملوها، ولم يخشوا من المستقبل بل صنعوه».
وأعرب أوباما عن أمله أن يقرّ الشيوخ التعديلات التي أدخلها مجلس النواب من أجل وضع نهاية لهذا الأمر والبدء بالعمل الجدّي لتنفيذ هذه الإصلاحات بالطريقة المناسبة. ومن المقرر أن يبدأ أوباما حملة علاقات عامة يعرض خلالها تفاصيل المشروع ومزاياه لمواجهة حملة التشويه التي يشنّها الجمهوريون لتسفيه التشريع.
ورأى الرئيس الأميركي أن الذين وافقوا على مشروع القانون «تمكنوا من الارتفاع فوق اعتبارات السياسة وتحدّوا نفوذ أصحاب المصالح الخاصة»، شاكراً جميع أعضاء الكونغرس الذين عملوا من أجل هذا المشروع.
وكان الديموقراطيون قد انقسموا حول هذا المشروع بسبب بنود وردت فيه، ومنها تمويل عمليات الإجهاض. لكن ينتظر أن يصدر الرئيس أوباما أمراً يؤكد فيه حظر استخدام الأموال الفدرالية في الإجهاض. ويلغي هذا القرار تحمّل الحكومة لتكاليف هذا البند إلا في حالات الإجهاض الناجم عن الاغتصاب أو السفاح أو وجود خطر على الأم.
وتصدّى الجمهوريون للمشروع حتى النفس الأخير، وانتقدوه في خطاباتهم داخل المجلس في محاولة مستميتة لثني أكبر عدد ممكن من الأعضاء عن التصويت. ولكنها جهود باءت بالفشل بعد الضغوط التي مارسها أوباما وقيادات الكونغرس على الديموقراطيين كي يتكتلوا خلف مشروع القانون الذي سيسجل للكونغرس وحكومة أوباما كواحد من أبرز الإنجازات في تاريخ الولايات المتحدة منذ نصف قرن.
وعلق زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب جون بينر على التصويت قائلاً إن «الديموقراطيين أخفقوا في الاستماع إلى أميركا وفي تمثيل إرادتهم ورأيهم»، فيما أكدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن هذا التشريع نابع من إجماع الحزبين لا من قريحة الديموقراطيين وحدهم مثلما يزعم الجمهوريون.
وقالت بيلوسي، في مؤتمر صحافي عقب التصويت، إن 32 مليون أميركي سينضوون تحت مظلة الرعاية الصحية، وسيُوفَّر نحو 1.3 تريليون دولار لدافعي الضرائب على مدى عشر سنوات، كما سيُرسى نظام لشركات التأمين الصحي حتى لا تقف حائلاً بين المرضى وأطبائهم.
وتبلغ كلفة هذا الإصلاح 940 مليار دولار على عشر سنوات، لكن من شأنه أيضاً خفض العجز الاميركي بمقدار 138 مليار دولار خلال الفترة نفسها وفقاً لأرقام مكتب الميزانية التابع للكونغرس.