ارتفعت سخونة الأزمة النووية بين طهران والغرب، مع نشر صحيفة «نيويورك تايمز» معلومات تفيد باعتقاد مفتشين من الأمم المتحدة واختصاصيين من أجهزة استخبارات غربية أن إيران قد تستعد لبناء موقعين نوويين سريين جديدين على الأقل، وذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، أن تجديد العقوبات على إيران قد يكون ضرورياً لوقف برنامجها النووي.وقالت «نيويورك تايمز» إن الشبهات في شأن إمكان بناء مفاعلات جديدة، مصدرها التصريحات الأخيرة لرئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، الذي أعلن في مقابلة مع «وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية»، أن الرئيس محمود أحمدي نجاد أمره ببدء العمل قريباً في هذين الموقعين.
وأضاف صالحي أن المصنعين «سيبنيان في الجبال» على الأرجح لحمايتهما من هجمات، موضحاً «إن شاء الله، فإن بدء أعمال بناء موقعي التخصيب الجديدين» قد يكون خلال السنة الإيرانية الجديدة التي بدأت في 21 آذار الماضي.
من جهته، قال مسؤول أوروبي «صحيح إننا نملك بعض الأدلة»، إلّا أن القيود الكبيرة التي تفرضها إيران على المناطق التي يسمح للمفتشين الدوليين بالسفر إليها ووجود العديد من مشاريع حفر الأنفاق يجعلان التأكد من وجود أي معمل لتخصيب اليورانيوم صعباً جداً.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن «إسرائيل أكدت في الأسابيع الأخيرة لواشنطن وجود أدلة على ما وصفه مسؤول في الإدارة الأميركية بمواقع على شاكلة موقع قم..
وأوضح مسؤولون على اطلاع على عمل المفتشين الدوليين، بحسب الصحيفة نفسها، أنه «فيما تبدو إيران ساعية إلى إنتاج معدات جديدة لتخصيب اليورانيوم، إلّا أن هذه المعدات لم تظهر في المواقع التي يدخلها المفتشون بانتظام ولا في موقع ناتنز في الصحراء ولا في منشأة قم، التي يزورها المفتشون دورياً».
وأشارت الصحيفة إلى أن «التقويم الاستخباري القومي الأميركي 2007»، الذي يجري حالياً تحديثه لرفعه إلى الرئيس باراك أوباما، يركّز خصوصاً على إمكان وجود مواقع تخصيب يورانيوم أبعد من قم ومواصلة بناء أجهزة الطرد المركزي.
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، في بيان موجّه إلى القادة العرب المشاركين في قمة سرت في ليبيا، «نحن مقتنعون بأن طريق العقوبات (في حق إيران) ليس الأفضل، لكننا في آن واحد لا نستبعد إمكان أن تنحو الأحداث في هذا الاتجاه».
من جهة ثانية، وصف الرئيس الإيراني العلاقات بين بلاده وتركيا بالعقائدية والأخوية، معتبراً أن «تطوّر البلدين وقوتهما يخدمان شعبيهما وأمن المنطقة والعالم، في الوقت الذي تسعى فيه القوى العالمية إلى ضمان مصالحها فقط».
وقال نجاد، خلال استقباله نائب رئيس الحكومة التركية جميل جيجيك في طهران، إن «تطور البلدين وقوتهما هما لخدمة الشعبين والسلام والأمن في المنطقة والعالم». وعبّر عن ارتياحه للتطور الذي تحققه تركيا، مضيفاً أن «إيران تعدّ تطور تركيا وكرامتها تطوراً وكرامة لها».
واستضاف نجاد، في قصر سعد آباد في طهران، رؤساء العراق وأفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان، للاحتفال بالسنة الفارسية الجديدة (عيد النوروز).
(يو بي آي، رويترز)