خاص بالموقع- أعلنت اللجنة البرلمانية البريطانية للشؤون الخارجية، في تقرير صدر أمس، أن «العلاقة الخاصة بين لندن وواشنطن، التي صاغها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل والرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت، لم تعد قائمة». وشددت على أن علاقة الولايات المتحدة مع بريطانيا «لم تعد خاصة ومميزة أكثر من العلاقات التي تقيمها واشنطن مع حلفائها الرئيسيين الآخرين»، محذرة من «أن النظرة إلى المملكة المتحدة بعد الحرب على العراق من قبل أميركا باعتبارها حليفاً خانعاً، ألحقت ضرراً كبيراً بسمعة بريطانيا ومصالحها في جميع أنحاء العالم».وأوضحت صحيفة «صندي تايمز» أن التقرير يشير إلى أنه «يتعين على رؤساء الوزراء البريطانيين أن يكونوا أقل مبالاة برؤساء الولايات المتحدة، وأن يرفضوا الانصياع لمطالبهم». وأوضح رئيس اللجنة مايك غايبس أن «على بريطانيا أن تستمر بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة، لكنها بحاجة إلى أن تكون أقل مراعاة لها وأكثر استعداداً لقول لا حين تختلف مصالحنا».
وفيما قدّر التقرير بعض جوانب العلاقات البريطانية ـــــ الأميركية، وعدّها «وثيقة للغاية وقيّمة»، وخصوصاً في مجال التعاون الأمني، شدد على أن «استخدام عبارة علاقة خاصة بمعناها التاريخي يمكن أن يكون مضللاً»، فأوصى بتجنّب استعمالها «لأنها لا تعكس التطور المستمر للروابط بين البلدين، وتثير توقعات غير واقعية». وأضاف أن «المملكة المتحدة على المدى الطويل لن تكون قادرة على ممارسة أي تأثير على الولايات المتحدة بمقدار التأثير الذي مارسته في الماضي». أمر أكده غايبس حين قال إن «السياسيين البريطانيين والأوروبيين أخطأوا في تفاؤلهم المفرط بشأن مدى تأثيرهم على الولايات المتحدة».
وتابع التقرير أن «الانطباع أن الحكومة البريطانية كانت تابعاً للإدارة الأميركية منتشر على نطاق واسع بين أوساط الجمهور البريطاني وفي الخارج، ومثل هذا التصور، بغض النظر عن علاقته بالواقع، مضرّ للغاية بسمعة المملكة المتحدة ومصالحها في الخارج». كذلك انتقد «استخدام الولايات المتحدة أراض بريطانية لأغراض نقل الإرهابيين المشتبه فيهم سراً وتعذيبهم»، ودعا إلى «إجراء مراجعة شاملة لاستخدام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) القواعد البريطانية مثل دييغو غارسيا في المحيط الهندي، لأغراض الترحيل الاستثنائي للذين تشتبه في أنهم إرهابيون».
(يو بي آي، أ ف ب)