خاص بالموقع - يستعد مجلس المستشارين في البرلمان الروسي لإجراء تعديلات على القانون الجنائي لفرض عقوبة الإعدام على منفّذي الهجومين الإرهابيّين اللذين استهدفا محطتين لقطار الأنفاق في موسكو أمس، في وقت عمّ فيه الحداد أنحاء روسيا اليوم. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن رئيس لجنة الشؤون القانونية والقضائية في المجلس الفدرالي أناتولي ليسكوف قوله إن «لجنته تعمل على مسودة قانون لإدخال تعديلات على القانون الجنائي، بما يسمح بإنزال عقوبة الإعدام بمنفذي الهجومين»، موضحاً «هذا هو ردّ فعلنا على الأحداث المأساوية في موسكو».ولقد خيّم الحداد على أنحاء روسيا اليوم، بعدما أعلنته السلطات الروسية يوم حداد في عموم البلاد على أرواح ضحايا التفجيرين الإرهابيين، اللذين استهدفا محطتي «لوبيانكا» و«بارك كولتوري» لقطار الأنفاق في موسكو. ومنذ ساعات الصباح الباكر، تجمّع عدد كبير من المواطنين الروس في المحطتين ووضعوا الورود وأضاؤوا الشموع تحية إكبار للضحايا.
وأعلنت السلطات الروسية أنها ستشدد الإجراءات الأمنية في عيد الفصح، والاحتفالات بـ «يوم النصر» في التاسع من أيار. وقال النائب الأول لعمدة موسكو بيوتر بيريوكوف «طلبنا تشديد الإجراءات الأمنية ليس فقط في قطارات الأنفاق في موسكو بل أيضاً في محطات سكك الحديد والنقل البري والحافلات والقطاع الخاص». وكان مسؤول قسم الصحة في محافظة موسكو أندريه سيلتوفسكي قد أعلن أن عدد ضحايا التفجيرين ارتفع إلى 39 بعد وفاة سيدة متأثرة بجراحها ليل أمس، في وقت لا يزال فيه 71 شخصاً يتلقون العلاج في المستشفيات، 5 منهم في حالة خطيرة جداً.
في المقابل، أوعز الرئيس الأنغوشي يونس بك يفكوروف إلى الأجهزة الأمنية، التحقيق مع أقرباء المسلحين الذين جرت تصفيتهم في العمليات الأمنية التي وقعت في أنغوشيا في الآونة الأخيرة.
في هذا الوقت، أسفت الصحف الروسية لـ«نهاية الأوهام» بشأن استتباب الأمن في البلاد. وكتبت صحيفة «فيدوموستي» الاقتصادية أنّ «الواقع أنهى الأوهام بشأن استتباب الأمن في الحياة اليومية»، مضيفةً إنه «خلال السنوات الأخيرة، جعلت السلطات والقنوات التلفزيونية الخاصة المواطنين الروس يظنون أن الإرهاب محصور في القوقاز الشمالي ولا يهدّد المواطنين العاديين».
بدورها، تعجّبت صحيفة «تفوي ديين» الشعبية حين قالت «انفجاران في غضون نصف ساعة (...) وأين؟ في وسط موسكو، في قلب البلاد، تحت سمع أجهزة الأمن وبصرها». أمّا صحيفة «فريميا نوفوستي»، فأكدت أنّ الاعتداءين «قد يكونان أحدثا صدمة تصمّ الآذان»، مشيرةً إلى أنهما يمثلان عودة «الرعب الكبير» إلى موسكو «بعد سنوات من الهدوء النسبي». وأضافت إنّ «ما حدث أثبت أنّ السلطات لم تنجح في إحراز تقدم كبير في حل المشكلة الانفصالية في القوقاز الشمالي». وإذ لفتت الصحيفة إلى أن السلطات عمدت إلى «تشديد القوانين ضد الأشخاص المتهمين بالإرهاب، وغيّرت بنية الأجهزة المكلّفة حفظ الأمن وزادت عديدها، وألّفت لجنة وطنية لمكافحة الإرهاب»، تساءلت «ماذا أيضاً يمكن فعله لصد الإرهابيين؟».
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي عن أمله بتعاون دول المنطقة للقضاء على ظاهرة الإرهاب بعد تفجيرات موسكو. وذكرت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية أن «متكي بعث ببرقية إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف»، أعرب فيها «عن صدمته وأسفه للتفجيرات الدامية» التي وقعت في محطة قطارات الأنفاق. وأعرب «عن تعاطفه مع ذوي ضحايا هذه التفجيرات»، آملاً أن «تتمكن دول المنطقة من خلال المشاورات والجهود الحقيقيّة والمشتركة من القضاء على ظاهرة الإرهاب المشؤومة».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)