خاص بالموقع - أعلنت الصين اليوم أنها ستمضي قدماً في فرض عقوبات على شركات أميركية تبيع أسلحة لتايوان ما لم توقف تلك المبيعات، فيما حذرت بكين الرئيس الأميركي باراك أوباما من مغبة لقائه بالزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما، مؤكدة أن من شأن لقاء كهذا إن حصل أن «يقوّض على نحو خطير» العلاقات بين البلدين.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ما تشاوشو، في مؤتمر صحافي اليوم إن مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان تلحق ضرراً بالغاً بمصالح الصين الجوهرية، وكرّر تهديد بكين بفرض عقوبات على الشركات الأميركية التي تبيع أسلحة لتايوان. وقال إن «الحكومة الأميركية تجاهلت معارضة بكين القوية وأعلنت مبيعاتها من الأسلحة لتايوان. هذا أضر بشدة بالمصالح الجوهرية في العلاقات الصينية الأميركية. ومن الحتمي أن يتأثر التعاون بين الولايات المتحدة والصين في قضايا دولية وإقليمية، مهمة وعلى الجانب الأميركي أن يتحمل المسؤولية الكاملة. الشركات الأميركية المعنية تجاهلت معارضة الصين وأصرت على بيع أسلحة لتايوان. الصين ستفرض عقوبات مناسبة على الشركات التي تبيع أسلحة لتايوان. الحكومة الصينية تحث الشركات الأميركية المشاركة في صفقة بيع أسلحة لتايوان على أن توقف مبيعاتها».
وفي السياق، أعلنت شركة بوينغ الأميركية لصناعة الطائرات التي قد تكون معنية بعقوبات هددت الصين بفرضها رداً على بيع أسلحة أميركية لتايوان، أن صفقة الأسلحة «مسألة بين حكومات».
وقال نائب رئيس فرع التسويق في بوينغ راندي تينسيث «إنها مسألة بين حكومات... هذا النوع من الصفقات يجري بين حكومات ولا تأثير لنا إطلاقاً عليها».
ويشار إلى أن مجموعة بوينغ، التي ترى السوق الصينية ذات أولوية لها علماً أنها تمد هذا البلد بالقسم الأكبر من طائراته متقدمة على إيرباص، تصنع صواريخ «هاربون» التي ستشملها صفقة الأسلحة مع تايوان.
من جانبه، صرّح نائب مساعد سكرتير القوات الجوية الأميركية المكلف المسائل الدولية بروس ليمكين، للصحافيين على هامش معرض سنغافورة للطيران «أظن أن من المؤسف أن يكون رد فعل الصين على هذا النحو».
ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن ستتراجع عن الصفقة بعد رد فعل بكين الحاد الذي تضمن تهديداً بفرض عقوبات على الشركات الأميركية المعنية بالصفقة، قال ليمكين «هذا قرار سياسي قائم على مبدأ وعلى التزام ينص عليه قانون العلاقات مع تايوان».
من جهة ثانية، حذرت الصين الرئيس الأميركي باراك أوباما من مغبة لقائه بالزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما، مؤكدة أن من شأن لقاء كهذا إن حصل أن «يقوّض على نحو خطير» العلاقات بين البلدين.
كذلك أعلنت بكين عدم إحراز أي تقدم في جولة المحادثات بين المسؤولين الصينيين ومبعوثي الزعيم الروحي للبوذيين، مشيرة إلى أن «خلافات شديدة» لا تزال تباعد بين الجانبين بشأن مستقبل إقليم التيبت الواقع في الهيملايا. وجاءت هذه التصريحات بعد أول مفاوضات بين الجانبين منذ أكثر من عام، التي انتهت في عطلة نهاية الأسبوع. وعاد ممثلو الدالاي لاما أمس إلى مقرهم في المنفى في الهند.
ومن المقرر أن يزور الدالاي لاما، الذي تتهمه بكين بالسعي إلى فصل التيبت عن الصين، الولايات المتحدة هذا الشهر، حيث سيتوقف في واشنطن. ولم يُعلن عن لقاء بينه وبين الرئيس الأميركي.
ورأى المسؤول في دائرة العمل في الحزب الشيوعي الصيني تشو وايكوم، أن «العلاقات بين الحكومة (الصينية) والدالاي لاما تندرج في إطار الشؤون الداخلية الصينية حصراً (...) ونعارض أي محاولة أجنبية للتذرع بالدالاي لاما من أجل التدخل في شؤون الصين الداخلية».
من جهتها، رفضت الحكومة التيبتية في المنفى تحذير بكين لواشنطن، معتبرة أنه «لا داعي» للتخوف من عقد مثل هذا اللقاء.
(رويترز، ا ف ب)