واشنطن ـ محمد سعيد بحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع نظيرها البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، دور البحرين في إطار الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وتحديداً في الخليج العربي. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها البحريني، في أعقاب اجتماعهما في وقت متأخر أمس، إنهما «بحثا القضايا ذات الاهتمام المشترك» للبلدين، وقالت إن «البحرين تستضيف البحرية الأميركية»، في إشارة إلى مقر قيادة الأسطول الأميركي الخامس في قاعدة الجفير منذ أكثر من ستين عاماً. وذكرت أن البحرين «تساهم في أمن المنطقة واستقرارها»، موضحة «إننا نعمل بشكل وثيق بشأن عدد من التحديات، مثل القرصنة والتطرف القائم على العنف الذي يهدد الشعوب المحبة للسلام في العالم».

وأشارت كلينتون إلى أن المباحثات «تناولت الأمن الإقليمي»، وقالت إنه رغم «القلق الذي أثاره رفض إيران الانخراط مع المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، فإن سياستنا تقوم على التشاور والانخراط والعمل مع شركائنا في الخليج والأمم المتحدة ودول أخرى لنعرض على إيران الاختيار بوضوح بين العزلة والوفاء بالتزاماتها الدولية». وأوضحت أن الولايات المتحدة «بدأت النظر في مزيد من التدابير المناسبة التي قد تقنع إيران في إعادة النظر ببرنامجها النووي والتواصل مع المجتمع الدولي»، مؤكدة أن واشنطن «ستواصل إرسال رسائل قوية لإيران بأن أمامها فرصة حقيقية لبناء الثقة مع دول الخليج وليس إثارة مخاوفها».

وتابعت كلينتون قائلة إن الولايات المتحدة والبحرين على حد سواء «تسعيان إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وحل الدولتين وتعزيز السلام». وأكدت أن «الولايات المتحدة تعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين وشركائنا العرب لإعادة إطلاق مفاوضات ذات مغزى في أقرب وقت ممكن من دون شروط مسبقة». وأضافت «نعتقد أنه من خلال مفاوضات تجرى بحسن نية، يمكن الأطراف الوصول إلى نتيجة تنهي الصراع والاتفاق على تحقيق هدف الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة قابلة للحياة على أساس حدود عام 1967، والاتفاق على مبادلة الأراضي، في مقابل هدف إسرائيل بدولة يهودية في حدود آمنة ومعترف بها». وشددت على «الأهمية القصوى للقدس بالنسبة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين، واليهود والمسلمين والمسيحيين في كل مكان»، مسلطة الضوء على «ضرورة عودة السلطة الفلسطينية وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات بأسرع وقت ممكن للمضي قدماً».

وبشأن إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن طهران لن تفرج عن الأميركيين الثلاثة المعتقلين لديها حتى تطلق الولايات المتحدة أشخاصاً إيرانيين تحتجزهم، قالت كلينتون إنه «إذا كان لدى إيران أي تساؤلات عن أي مواطن إيراني في الولايات المتحدة، فإن هناك قنوات رسمية يمكنها من خلالها أن تعرب عن أي مباعث قلق بشأنها، وبالتحديد من خلال السفارة الباكستاية في واشنطن التي ترعى المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة». ونفت إمكان «إجراء مفاوضات فى الوقت الحالي مع إيران بشأن تبادل المحتجزين بين الجانبين»، داعية طهران إلى «إطلاق سراح المواطنين الأميركيين المحتجزين لديها حالياً وعلى أسس إنسانية»، مؤكدة أنهم «اعتقلوا ظلماً». وقالت إنه «ليس هناك مفاوضات بين واشنطن وطهران حول هذا الأمر، وعلى إيران أن تطلق سراحهم من جانب واحد».

من جهته، قال وزير الخارجية البحريني إنه ناقش مع كلينتون وسائل «تعزيز الشراكة بين بلديهما على اعتبار أن كل خطوة تتخذ للدفاع عن المنطقة هي إجراء إيجابي وتعاون قائم في إطار الدفاع المشترك الذي يمتد لعقود من الزمن». وأضاف إن «البحرين طالما دعت إلى إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وإنها من هذا المنطلق تعتقد بأنه ينبغي حسم الوضع الحالي الذي يحيط بالبرنامج النووي الإيراني بالطرق السلمية وبموجب قرارات مجلس الأمن، ومع الالتزام الكامل بقواعد ولوائح الوكالة الدولية للطاقة الذرية بطريقة شفافة تماماً».

وأوضح خالد بن أحمد أن البحرين «لا تحتاج إلى تطمينات للدفاع عنها من قبل الولايات المتحدة، لأن هناك شراكة بينهما منذ عقود، وأن الإجراءات الدفاعية التي تجرى حالياً ما هي إلا تطوير لإجراءات متخذة منذ عقود»، مطالباً بألا تعتبر إيران «هذه الإجراءات موجهة ضدها لأنها إجراءات للحماية وليست للهجوم»، داعياً إلى «وضع الأمور في نطاقها الصحيح». وقال إن «ما يحدث الآن ليس فيه جديد، وإنه مجرّد إجراء دفاعي لمصلحة المنطقة والعالم».