«مصارعة» برلمانيّة على حجاب زوجة رئيس الوزراء


أرنست خوريوشُغل الرأي العام التركي، في الأيام الماضية، بحدث أعاد الذاكرة إلى الأمس القريب، حين كانت الزوجات المحجّبات للسياسيين يُعاملن باحتقار لأنهن يرتدين «رمزاً سياسياً».
بطلة القضية هذه المرة، زوجة رئيس الحكومة أمينة (رجب طيب) أردوغان، التي مُنعت، يوم الأحد الماضي، من دخول مستشفى غولهان العسكري لعيادة الممثلة نجاة أويغور، بسبب الحجاب الإسلامي الذي ترتديه، والذي سبّب لها ولزوجة الرئيس خير النساء (عبد الله) غول مشاكل لا تحصى في الماضي مع المؤسسة الكمالية والعسكرية.
طُردَت السيدة أردوغان والتُقطت صورها والدموع تنهمر من عينيها. وبعد يومين، كان البرلمان منعقداً، فشهد معركة بالأيدي والشتائم بين نواب كل من «العدالة والتنمية» وحزب «الحركة القومية» اليميني المتطرف. مشهد ليس غريباً عن مجلس النواب التركي، احتدمت أحداثه عندما سخر النائب عثمان درموش من السيدة أردوغان ومن زوجها، مستعيداً وصف «النبي الثاني» الذي أطلقه عليه أحد نواب «العدالة والتنمية» في تشرين الثاني الماضي.
وقال درموش، في كلمته الساخرة: «كيف تجرؤون على منع دخول زوجة رئيس الوزراء إلى المستشفى؟ من تظنّون أنفسكم؟ أليست زوجة النبي؟». عبارة استحضرها الرجل من تصريح سابق أدلى به النائب عن حزب أردوغان إسماعيل هاكي وحرفيّته «ندين بالولاء الكامل لرئيس حكومتنا الذي نعدّه نبيّنا الثاني». وما كاد درموش يُنهي ملاحظته الهازئة، حتى دارت عجلة المعركة التي تورّط فيها عدد كبير من نواب الحزبَين، وبينهم رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الإسلامي المعتدل بكير بزداغ الذي رأى أنّ كلام زميله كان «يفتقد إلى اللباقة»، إضافة إلى نائب رئيس الحكومة بولنت أرينش، المعروف بأنه أحد الأقطاب المتشددين إسلامياً للحزب الحاكم.
ونال الزوج أردوغان تعاطفاً إعلامياً لافتاً، حتى من أوساط العلمانيين. أما رئيس الوزراء، فالتزم الصمت حتى يوم أول من أمس، حين حضر مناسبة لا يحبّها العلمانيون كثيراً، هي حفل لجمعية «الهلال الأخضر» التي تناضل من أجل منع استهلاك التبغ والكحول. حينها، ذكّر بمسلسل الحوادث التي سبق أن تعرض لها هو وزوجته بسبب حجابها، مكتفياً بإعراب أسفه من أنّه «بدل انتقاد منع زوجتي من دخول المستشفى، سخروا من الحادثة».