خاص بالموقع - فيما أكّد المبعوث الأميركي لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبورك أن خطة دمج عناصر «طالبان» في أفغانستان لا تعني أبداً أن هناك محادثات مباشرة تجري في مكان ما بين واشنطن والحركة المتمردة، أعلن قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستل أن العملية العسكرية الواسعة، التي يجري الإعداد لها حالياً في جنوب أفغانستان، ترمي إلى الإثبات لحركة «طالبان» أنّ حكومة كابول تبسط سيطرتها على البلاد.وقال ماكريستل، خلال مؤتمر صحافي اليوم «ستبعث هذه العملية رسالة قوية مفادها أن الحكومة الأفغانية تبسط سيطرتها أمنياً» في البلاد. وتستعد القوات الأطلسية وزميلتها الأفغانية لشنّ عملية هجومية واسعة في منطقة مارجاه، حيث معقل «طالبان» في جنوب أفغانستان. وتقع مارجاه في قلب إحدى أولى المناطق المنتجة للأفيون، المصدر الأساسي لتمويل تمرد «طالبان».
وأشار ماكريستل إلى أنه «ليس أمام سكان مارجاه، الذين يعيشون تحت سلطة «طالبان»، ومع وجود مهرّبي المخدّرات أيّ خيارات». وأضاف «نحاول أن نقول لهم إنه عندما ستفرض الحكومة الأمن سيكون أمامهم خيار». وتابع «سيمكنهم اختيار ما يريدون زراعته، وبيع المنتجات في الأسواق، ولن يضطروا الى التعامل فقط مع مهرّبي المخدرات، الذين يرغمونهم على زراعة الأفيون».
وأكد الجنرال الأميركي أيضاً أنه في إطار برنامج المصالحة، الذي اقترحه الرئيس حميد قرضاي، مع اعتماد سياسة اليد الممدودة إلى المتمردين التائبين، فإن العملية التي يجري الإعداد لها لن تكون عسكرية فقط. وقال «نحاول ألا نجعل هذه العملية عملية عسكرية فقط، بل مدنية وعسكرية معاً، لأن ما سيتغير ليس المستوى الأمني، بل أيضاً حسن الإدارة». وأضاف «بالتالي، فإن مدنيين أعدّوا لهذه العملية بدعم من الجيش، وهي بالتأكيد عملية تقودها أفغانستان».
وقد فرّ أكثر من 2000 شخص من منازلهم في مارجاه، وانتقلوا إلى أماكن أكثر أمناً في مقاطعة لاشكر غاه. وقال المدير العام لوزارة اللاجئين في المقاطعة غولام فاروق نورداي «حوالى 400 عائلة نزحت من منطقتي ناد علي ومارجاه».
من جهة ثانية، أكد ريتشارد هولبروك خلال مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في ميونيخ منذ الجمعة، ويُختتم اليوم أن واشنطن لا تتواصل مباشرةً مع عناصر حركة «طالبان»، وذلك كجزء من جهود تنفيذ خطة دمج المتمردين التي اتّفق عليها المجتمعون خلال مؤتمر لندن للمانحين الشهر الماضي. وقال «الإعلام، منذ مؤتمر لندن، أصبح لديه هوس بفكرة أن هناك نوعاً من المحادثات السرية تجري مع «طالبان». لذا أريد أن أوضح أن بلادنا ليست متورطة بأي محادثات مباشرة مع «طالبان».
وأضاف هولبورك إن خطة دمج المسلحين ستسير على قدم وساق مع العمليات العسكرية، حيث سيزداد عدد القوات الدولية في المنطقة 40 ألف جندي إضافي للانضمام إلى 11 ألف جندي موجودين هناك.
في هذه الأثناء، اعتقلت القوات الأميركية ضابطاً أفغانياً رفيعاً في شمال شرق البلاد، هو نائب رئيس شرطة مقاطعة كابيسا عطا الله وهاب، جرّاء تهم تدور حول الفساد والارتباط بحركة «طالبان»، بحسب ما أعلن مسؤولون أمنيون أميركيون وأفغانيون.
ميدانياً، أعلنت الشرطة الأفغانية أن أربعة شرطيّين قتلوا وأُصيب مدنيان في انفجار قنبلة لدى مرور سيارتهم في قندهار كبرى مدن جنوب أفغانستان. وجرى تفجير القنبلة بواسطة جهاز تحكم من بعد.
وفي سياق متصل، كشفت أرقام رسمية أن ما يقرب من 750 جندياً بريطانياً عانوا مشاكل عقلية أو ما يسمى اضطراب ما بعد صدمة الإجهاد خلال ثلاثة أشهر فقط، جراء الحرب في أفغانستان.
وقالت صحيفة «صندي ميرور» في عددها الصادر اليوم إن الأرقام المسرّبة من وزارة الدفاع البريطانية أظهرت تسرب الأمراض النفسية إلى القوات المسلحة البريطانية في تعاملها مع ويلات الحرب ضد حركة «طالبان»، حيث جرى تشخيص 746 حالة جديدة من حالات اضطراب ما بعد الصدمة، وغيرها من الأمراض العقلية في غضون فترة ثلاثة أشهر في الصيف الماضي.
وأظهرت الأرقام أيضاً، حسب الصحيفة، أن 312 جندياً بريطانياً آخرين عانوا مشاكل نفسيّة أخرى، بما في ذلك الاكتئاب والقلق أو تعاطي الكحول والمخدرات، ليصل إلى أكثر من ألف عدد الجنود البريطانيّين الذين خضعوا للعلاج بسبب الحرب في أفغانستان.
وأشارت إلى أن 200 حالة من حالات الاضطرابات النفسية كانت بين الجنود البريطانيين العائدين من أفغانستان، بعد مشاركتهم في عملية مخلب النمر ضد حركة «طالبان» في إقليم هلمند العام الماضي.
ونسبت «صندي ميرور» إلى المتحدث باسم منظمة «كومبات ستريس» ـــــ المموّلة جزئياً من جانب الحكومة البريطانية، وتقدّم الخدمات الصحية إلى المحاربين القدامى الذين يعانون أمراضاً عقليّة ـــــ روبرت مارش، قوله «شهدنا ارتفاعاً بنسبة 66 في المئة في معدلات الإصابة بالأمراض العقلية بين أوساط المحاربين القدامى في جميع النزاعات».

(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)