باريس تتهمها بالابتزاز وواشنطن تبحث عن «طريقة سلميّة للحل»يبدو أن طهران وصلت إلى الذروة في العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مسائل الدفاع العسكري، بعدما قطعت الأمل، على ما يبدو، في إمكان تفلّت روسيا من الضغوط الغربية التي تمنعها من تسليم طهران دفاعات جوية متطورةأعلنت إيران أمس أنها ستبدأ بإنتاج وقود نووي مخصّب إلى مستويات أعلى، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، وأنها ستصنّع صواريخ أرض جو بتقنية مشابهة لصواريخ «أس ـــــ300» الروسية، فيما قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إن الخطوات التي أقدمت عليها طهران في الآونة الأخيرة ترقى إلى حدّ الابتزاز، وإن العقوبات الدولية الجديدة باتت ضرورية في حقّها.
وقال كوشنير، في مؤتمر صحافي في باريس، «هذا ابتزاز حقيقي. إنه أمر سلبي للغاية. والشيء الوحيد الذي نستطيع القيام به للأسف هو فرض العقوبات، نظراً إلى أن المفاوضات ليست ممكنة».
لكنه أضاف أن الصين، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، لم يتم إقناعها بعد بضرورة فرض العقوبات.
وفي باريس أيضاً، أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، أن إيران رفضت العروض التي تقدم بها الغرب، وأن المجتمع الدولي ليس أمامه خيار سوى التحرك لفرض عقوبات جديدة.
وقال غيتس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي إيرفيه موران، «يجب علينا أن نحاول التوصل إلى طريقة سلمية لحل هذه القضية. السبيل الوحيد الباقي أمامنا في هذه المرحلة، كما يبدو لي، هو وسيلة الضغط، لكن هذا يتطلب أن يعمل المجتمع الدولي كله معاً».
وفي السياق نفسه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن «سبيل الخروج من الموقف الراهن هو التزام إيران بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في جنيف في أول تشرين الأول من العام الماضي»، بشأن تبادل اليورانيوم مع الغرب.
وفي إسرائيل، قال وزير الدفاع إيهود باراك إن إعلان الرئيس الإيراني بدء تخصيب اليورانيوم بمستوى 20 في المئة، هو «دليل إضافي على أن إيران تهزأ بالعالم كله». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن باراك قوله، في مستهل جلسة كتلة حزب العمل في الكنيست، إن الحل هو «الخروج بعملية حازمة من العقوبات المشددة والمحددة زمنياً على إيران»، مضيفاً أنه «يأمل من المجتمع الدولي ألا يغمض عينيه إزاء مغزى هذا الإعلان».
في هذا الوقت، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن توجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الروسية موسكو، الأسبوع المقبل، في زيارة مفاجئة تستمر ثلاثة أيام.
خاتمي وموسوي يرفضان اتهامات السلطة للمعارضة بأنها تأتمر للخارج
وتوقعت الصحيفة أن تتمحور محادثات نتنياهو مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف ورئيس حكومته فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف حول الملف النووي الإيراني، بينما توقعت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن يحثّ نتنياهو المسؤولين الروس على عدم بيع صورايخ أرض جو ذكية من طراز «أس ـــــ 300» لإيران وأسلحة متطوّرة لسوريا.
إلا أن القائد في القوات الجوية الإيرانية، حشمت الله كثيري، أعلن أنه «في المستقبل القريب سيكشف الخبراء والعلماء في البلاد النقاب عن نظام دفاع صاروخي مصنّع محلياً بقوة نظام الدفاع الصاروخي أس ـــــ300 (الروسي) أو أقوى».
وأضاف كثيري أن «العتاد الوحيد الذي نريد استيراده من الخارج هو نظام أس ـــــ300، الذي لم تسلمه لنا روسيا حتى الآن، مستندة إلى أسباب غير مقبولة».
في هذه الأثناء، دشّن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي الخطوط الإنتاجية لطائرتين إيرانيتين متطورتين من دون طيار، أطلق عليهما «رعد» و«نذير»، موضحاً أن هاتين الطائرتين قادرتان على تنفيذ مهمات الاستكشاف والمراقبة والهجوم بمدى ودقة كبيرين جداً.
كذلك سُلّمت القوة الجوية للجيش الإيراني طائرة من طراز «فجر 3»، التي تتسع لأربعة أشخاص، وتبلغ سرعة طيرانها 320 كيلومتراً في الساعة.
من جهته، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، في تصريح إلى قناة «العالم» الإخبارية، أن طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نيّتها بدء عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، ومن ثم «سنبدأ بالتخصيب يوم الثلاثاء (اليوم)، بحضور مفتشين ومراقبين من الوكالة الدولية». وجدد صالحي ما أعلنته إيران، في تشرين الثاني الماضي، من أنها ستبني عشر محطات لتخصيب اليورانيوم، في العام المقبل.
في سياق آخر، عبّرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما، في بيان مشترك، بشأن احتمال قيام الحكومة الإيرانية بحملة اعتقالات جديدة بحلول 11 شباط الجاري، في الذكرى السنوية لقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وكان الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، قد نفى أن تكون الحركة الإصلاحية في بلاده تأتمر لقوى غربية. وقال في حديث إلى وكالة الأنباء العمالية «إلنا»، إن هذه الحركة تؤمن بأن هذه القوى لا تريد مصلحة إيران ولا الإيرانيين، مضيفاً أن «الاختلافات السياسية في إيران شأن، داخلي ويجب على الأجانب ألا يجرؤوا على استغلال هذا الوضع».
كذلك رفض زعيم حزب «درب الأمل الأخضر»، مير حسين موسوي، بدوره، اتهامات السلطة الإيرانية للمعارضة بإقامة علاقات مع قوى أجنبية، مؤكداً أن «مشاكل الانتخابات (الرئاسية) محلية ولا دخل لـ(الدول) الأجنبية بها».
(أ ف ب، مهر، يو بي آي، إرنا، رويترز)