واشنطن ـ محمد سعيدخاص بالموقع - أرغمت العاصفة الثلجية التي ضربت منطقة الساحل الشرقي للولايات المتحدة الحكومة الأميركية الفدرالية والمدارس والمؤسسات الحكومية على إغلاق أبوابها لليوم الثالث على التوالي، مسبّبة خسائر مالية كبيرة.
كذلك أرغم الكونغرس الأميركي على تقليص أنشطته، وإلغاء عدد من جلسات الاستماع المقررة للجانه.
وقد خلّفت العاصفة الثلجية المتواصلة منذ يوم الجمعة الماضي، وهي الأسوأ منذ عام 1996، طبقة من الثلج تصل في بعض الأماكن إلى نحو متر.
وبينما ضربت العاصفة الثلجية أيام الجمعة والسبت والأحد منطقة واشنطن العاصمة وولايات فرجينيا ومريلاند وديلوير على نحو رئيسي، امتدت يومي الثلاثاء والأربعاء لتشمل كل ولايات الساحل الشرقي، بما فيها نيويورك ونيوجيرسي وبنسلفانيا وويست فرجينيا وماساشوسيتس وكونكتيكيت إلى جانب ولاية إيلينوي التي يزيد عدد سكانها مجتمعة على مئة مليون نسمة أو ما يعادل ثلث سكان الولايات المتحدة.
كذلك وصلت العاصفة الثلجية التي ضربت الساحل الشرقي إلى مناطق بعيدة في الجنوب مثل ألاباما وتكساس، وهي مناطق يندر تساقط الجليد عليها.
واضطرت الحكومة إلى منح موظفيها إجازات إضطرارية نظراً لتردي حالة الطرق وتراكم تلال الجليد، ما سبب خسائر مادية، قدرت كلفتها بنحو 100 مليون دولار يومياً في واشنطن فقط.
وواصل المواطنون خلل الأيام الأخيرة تدافعهم على محالّ البقالة والمتاجر الخاصة بمعدات إزالة الثلوج، ليتمكنوا من إزالة جزء من تلال الجليد السابق استعداداً لاستقبال المزيد، وذلك بالتزامن مع توقع الأرصاد الجوية ارتفاع سماكة الثلوج إلى ما يزيد على متر.
وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أيضاً هبوب رياح عاتية يمكن أن تسبب مزيداً من انقطاع الكهرباء.
وأسهم الطقس البارد في رفع أسعار البيع لوقود التدفئة ارتفاعاً كبيراً، فيما يعاني بضعة آلاف من الزبائن عدم وجود إمدادات للطاقة في منطقة واشنطن. كذلك انقطعت الكهرباء عن نحو 100 ألف مشترك في الوقت الذي أصبحت فيه خدمة مترو الأنفاق والحافلات محدودة.
واضطرت مجموعة من الولايات، ومن بينها مدينة بوسطن، في ولاية ماساشوسيتس إلى إعلان حالة الطوارئ لمواجهة الثلوج، فيما بدأت ولايات أخرى تشكو نفاد ميزانيات الطوارئ لديها بعدما أصابتها العاصفة.
وأدت العاصفة إلى توقف المدارس منذ نحو أسبوع، ولن يتمكن التلاميذ من العودة إلى مدارسهم قبل بداية الأسبوع المقبل.
وفي نيويورك، أرغمت العاصفة الثلجية الأمم المتحدة على إغلاق أبوابها يوم الأربعاء، فيما ألغيت مئات الرحلات الجوية في مطارات العاصمة الأميركية الثلاثة المقررة ليوم الأربعاء.