واشنطن ــ محمد سعيدخاص بالموقع - عزا مسؤولون أميركيون إحجام حكومة الرئيس باراك أوباما، عن الدخول في اتصالات مباشرة مع حركة طالبان الأفغانية إلى رفض قادة الحركة تلبية واحد من أبرز الشروط الأميركية وهو قطع العلاقة مع تنظيم «القاعدة».
وقال هؤلاء المسؤولون إنه في الوقت الذي تسعى فيه حكومة أوباما وحلف شمالي الأطلسي، إلى انتهاج مسار أكثر صرامة حيال حرب أفغانستان، وفي الوقت الذي يعكف فيه المعنيون على وضع «خط زمني» للانسحاب، فإن أهداف الانسحاب مشروطة بـ«النجاح» وينبغي على كل من يبدي رغبة في المصالحة من بين قوات طالبان قطع علاقاته مع القاعدة.
وقد شهد الكونغرس الأميركي انطلاق أصوات تؤكد أنه لا يمكن أن يعتبر الحلف أن تلك الحرب هي «حرب أوباما» لأنها هي حرب الجميع. وقد تكهّن العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ الأميركي، جون ماكين بأن عام 2010 سيكون أصعب عام بالنسبة إلى الصراع الأفغاني وسوف تتجاوز الخسائر في الأرواح البشرية التوقعات، مؤكّداً أن «هذا العام يمثل أكثر فترات الصراع صعوبة وينبغي علينا إبلاغ حلفائنا».
من جهة أخرى، قال أحد قادة طالبان إن مقاتليها يعتزمون التخفّي بزيّ مدني في أثناء العملية العسكرية الواسعة التي تعدّ لها القوات الأطلسية وقوات الحكومة الأفغانية، حالياً في إقليم هلمند وقندهار، جنوب أفغانستان.
ونقلت شبكة التلفزيون الأميركية «إن بي سي» عن القائد الطالباني، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، قوله إن القوات الأميركية وقوات التحالف ستسأل في الشوارع عما إذا كان هناك أيّ من عناصر طالبان في المنطقة... حينئذ سنصافح أيديهم ونحن نرتدي زياً مدنياً ونؤكد لهم أن فلول الحركة كانوا هنا، إلا أنهم غادروا المنطقة... إننا لن نقاتلهم وجهاً لوجه، إننا سنصافح أيديهم كمدنيين ثم سيغادرون».
وأوضح القائد الطالباني أن عناصر الحركة متخصصون في أساليب حرب العصابات وليس لديهم أي نية على مواجهة قوات التحالف، وقال «ربما يتم تفجير بعض القنابل بالقرب من القوات العسكرية أو تفجير بعض الانتحاريين وسطهم، إلا أنه لن يتم الاقتتال معهم مباشرةً».
وكان مسؤولون أفغان وأطلسيون قد أعلنوا في مؤتمر صحافي أنهم بصدد إطلاق أكبر عملية عسكرية «مشتركة» تضم آلاف الجنود، وتهدف إلى إفهام المقاومة الأفغانية المسلحة أن حكومة كابول تبسط سيطرتها على البلاد.
يذكر أن العنف في أفغانستان خلال الأشهر القليلة الماضية قد سجل أسوأ مستوى له منذ الغزو الأميركي الأطلسي لأفغانستان عام 2001 كما ارتفعت على نحو لافت وتيرة العمليات العسكرية للمقاومة الأفغانية ضد القوات الأميركية ـ الأطلسية والقوات الأفغانية التي تدعمها، ما أثار مخاوف من أن البلاد ربما تنزلق إلى حالة من الفوضى.
وذكرت مصادر أميركية عديدة أن طالبان تحظى بنفوذ متزايد في 33 محافظة من إجمالي محافظات أفغانستان الأربع والثلاثين، ولديها في كل محافظة تقريباً حكومة ظلّ تعمل على تنظيم التجمعات وحظر الدراسة وفرض نظامها القضائي الذي سبق أن ساعد طالبان على الوصول إلى السلطة في تسعينيات القرن الماضي.