بول الأشقربعد سنوات من العوائق أمام المشاركة الأجنبية في استغلال النفط، عادت فنزويلا لتفتح القطاع أمام استثمار الشركات المتعددة الجنسيات، على خلفية قول الرئيس هوغو تشافيز إن «الاستثمار الأجنبي ضروري جداً لتطوير احتياطنا ولا نستطيع القيام بذلك وحدنا».
وقبل أيام، جرى تلزيم مجموعتين دوليتين تتصدرهما الإسبانية «ريبسول» والأميركية «شيفرون» لبئري كارابوبو 1 و3، اللتن تمثلان معاً إمكان إنتاج 800 ألف برميل يومياً، وتتطلبان أيضاً استثمارات تقدر بـ30 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة. وفاز في مشروع كارابوبو 1 المنوي تشغيله بدءاً من عام 2013، على أن ينتج 480 ألف برميل في عام 2016، الإسبانية ريبسول والماليزية بيتروناس والهندية أو.إن.جي.سي بـ11 في المئة من المشروع، لتكون الـ7 في المئة الباقية من نصيب شركتين هنديتين. إذ تملك الشركة الرسمية حكماً 60 في المئة من الأسهم. وقد دفعت المجموعة مليار دولار كحق دخول إلى المشروع.
أما حقل كارابوبو 3 المتوقع أن ينتج 400 ألف برميل يومياً بدءاً من عام 2016، فقد نالته شركة شيفرون الأميركية بنسبة 34 في المئة، فيما حصلت ثلاث شركات يابانية على 5 في المئة معاً، وشركة خاصة فنزويلية على الـ1 في المئة الباقية، التي كلفتها نصف مليار دولار. وستكلف كل من المجموعتين الشركة الفنزويلية الرسمية مليار دولار لتمويل حصتها من الاستثمارات. في الوقت نفسه، تعمل مجموعات روسية وصينية وفيتنامية وإيطالية في حقل غورين القريب الموجود أيضاً داخل حوض الأورينوك.
وتهدف الحكومة إلى رفع الإنتاج بنسبة 2.1 مليون برميل يومياً. وتقول فنزويلا إنها تنتج ثلاثة ملايين برميل يومياً، فيما تقدر وكالة الطاقة الدولية ومؤسسة الأوبيب الإنتاج الفعلي بـ2.3 برميل يومياً. ولم تحصل الحكومة على عروض في بئر كارابوبو 2 وأيضاً في حقل الغاز الطبيعي في ماريسكال، لأن الاستثمار فيها ليس مغرياً إلا إذا بقي سعر البرميل على مستواه الحالي، علماً بأن إنتاج النفط الثقيل له كلفته الغالية. كما تتطلب المشاركة الالتزام ببناء محطات تكرير. ويرجح أن تخفض الحكومة الفنزويلية «الروالتيس» التي تتلقاها من 30 إلى 20 في المئة لتسهيل استعادة المفاوضات.
من جهة أخرى، وعلى الصعيد السياسي، تأكدت استقالة وزير الصحة كارلوس روتاندورو ليحل محله لويس ريس، الأمين العام للرئاسة. وأكد تشافيز أن الاستقالة حصلت «لأسباب صحية»، معتبراً ما قالته جريدة «الأونيفرسال» بأن الاستقالة حصلت اعتراضاً على سيطرة الخبراء الكوبيين على جميع مفاصل الوزارة، بأنها «رواية خرافية».
كذلك نفى رئيس شركة الكهرباء في فنزويلا إيغور غافيلديا الأخبار التي تناقلتها الصحافة المحلية بأن انهيار الشبكة الكهربائية وشيك، وقد يحصل في الأسابيع المقبلة، وفي أبعد تقدير بعد شهرين. وقال «لن يحصل شيء من هذا القبيل، والطوارئ الكهربائية ستؤدي مفعولها لمنع تطور كهذا». وقد تظاهر عشرات الآلاف من الشباب تأييداً للرئيس تشافيز بمناسبة اليوم الوطني للشبيبة، وخاطبهم هذا الأخير مذكّراً بأن «المعركة المقبلة ستتطلب الحفاظ على أكثرية الثلثين في انتخابات المجلس التشريعي المنوي عقدها في شهر أيلول المقبل».
وفي السياق، حسم المجلس الوطني للإعلام طعن شبكة «أر.سي.تي.في» الدولي لاعتبارها شركة وطنية، ما يحتّم عليها نقل خطابات الرئيس بالبث المباشر. وكانت الشركة قد طالبت بتصنيفها شركة دولية، ما يعفيها من هذا الواجب. وبررت طلبها بأن أقل من 70 في المئة من إنتاجها محلي، فيما رأى مجلس الإعلام أن هذه النسبة هي 94 في المئة «ولم يبق أمامهم إلا تطبيق القوانين المرعية».