نفت كلّ من باريس وموسكو ما أعلنته طهران أمس عن تقديم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة اقتراحاً جديداً بشأن تبادل اليورانيوم بالوقود النووي، الذي تحتاج إليه إيران لتشغيل مفاعلها للأبحاث، فيما تخوّفت واشنطن من تحوّل النظام الإسلامي إلى «ديكتاتورية عسكرية».وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، «على (رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر) صالحي أن يعلم أن الاقتراح الوحيد المقدم هو الاقتراح الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الأول الماضي، وهو ما لم يجرِ الرد عليه بطريقة مُرضية».
ونفت وزارة الخارجية الروسية بدورها أن تكون موسكو وشركاؤها المعنيون بالملف النووي الايراني، قد قدموا اقتراحاً جديداً إلى طهران في شأن تخصيب اليورانيوم.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر في الخارجية الروسية قوله إن «روسيا والولايات المتحدة وفرنسا أكدت فقط أنها تؤيد الاقتراحات التي جرى التقدم بها بالتوافق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتصل بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة عشرين في المئة في الخارج».
وكان تلفزيون «العالم» قد نقل عن صالحي قوله إن روسيا والولايات المتحدة وفرنسا قدمت عرضاً جديداً، وإن طهران تدرسه إلى جانب مقترحات أخرى من دول مختلفة.
وأضاف صالحي إن مقترحات تلك الدول ستوقف إيران عن التخصيب فقط إذا روعيت كل شروط بلاده لمبادلة اليورانيوم المخصب، مشيراً إلى أن «استمرار إنتاج الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة على جدول الأعمال، وأن أول كبسولة لليورانيوم المخصب بنسبة 5.3 في المئة جاهزة للحقن في منشأة ناتنز».
في غضون ذلك، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي قامت بجولة شملت قطر والسعودية بهدف حشد الدعم لمساعي واشنطن من أجل تشديد العقوبات على إيران، أن الولايات المتحدة لا تنوي اللجوء إلى القوة ضد هذا البلد، بسبب أزمة ملفّه النووي، بل تسعى إلى تعزيز الضعوط الدولية عليه عبر مجلس الأمن في الأمم المتحدة.
وقالت كلينتون، في لقاء مع طلاب جامعيين في الدوحة، «نرى أن إيران تتحرك باتجاه التحوّل إلى ديكتاتورية عسكرية. هناك من يحل مكان حكومة إيران ومرشدها الأعلى والرئيس والبرلمان». وأشارت إلى أن قادة المنطقة الذين التقتهم «لديهم قلق إزاء نوايا إيران، ولديهم مخاوف حيال قدرة إيران على أن تكون جارة جيدة» يمكن العيش بسلام إلى جانبها، مضيفةً إن «لديهم الحق في أن يقلقوا».
وأكدت الوزيرة الأميركية أن بلادها لن تدخل في مفاوضات مع طهران فيما إيران «تصنع قنبلتها» النووية.
وأجرت وزيرة الخارجية الأميركية، في الرياض أمس، محادثات مع الملك السعودي عبد الله، تناولت الملف النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن تلقي كلينتون اليوم كلمة أمام منتدى جدة، غرب السعودية على البحر الأحمر، كما تلتقي أمير منطقة مكة، خالد الفيصل، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو.
من جهة ثانية، ندّدت الدول الغربية بـ«القمع الدموي» لمعارضي النظام الإيراني، الذي خضع للمرة الأولى لعملية التقويم الدوري لوضع حقوق الإنسان في العالم، خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف.
وافتتح النقاش الوفد الإيراني برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى لحقوق الإنسان محمد لاريجاني، فيما انتقد ممثل فرنسا، جان باتيست ماتيي، «السلطات (الإيرانية التي) مارست قمعاً دموياً ضد شعبها، الذي يطالب بحقوقه بطريقة سلميّة».
وطالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السلطات الإيرانية بفتح حدودها أمام مقرّر الأمم المتحدة في موضوع التعذيب، وأمام خبراء دوليين آخرين في شؤون حقوق الإنسان لم يتمكّنوا من التوجه إلى إيران منذ خمسة اعوام.
لكنّ النظام الإيراني حظي أيضاً بدعم واضح من نيكاراغوا وكوبا وفنزويلا، التي رحّبت بـ«إنجازات» طهران على الصعيدين التربوي والصحي.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)