عُينت ديلما روسيف أول من أمس وزيرةً للبيت المدني للرئاسة، لتصبح بذلك مرشحة رسمية عن «حزب الشغيلة» لخلافة الرئيس لويس إيغاسيو لولا دا سيلفا
بول الأشقر
في اليوم الأخير لمؤتمر «حزب الشغيلة» الرابع، الذي يطابق مرور ثلاثين عاماً على تأسيسه، انتُخبت ديلما روسيف (الصورة) وزيرةً للبيت المدني للرئاسة. وهي خيار شخصي للرئيس لولا دا سيلفا في محاولة لضمان استمرارية إنجازات عهده وتعميقها.
وستواجه الوزيرة، المعروفة باسمها الأول «ديلما»، شأن لاعبي كرة القدم والسياسيين في البرازيل، منافسة شرسة من خوسيه سيرا، حاكم سان باولو، أكبر الولايات البرازيلية وأغناها.
وتكفّل لولا بنفسه تقديم المرشحة وشرح المزايا التي تجعل منها «الشخص الأكثر أهلية» لقيادة البرازيل في المرحلة الجديدة التي ستبدأ مع انتخابات تشرين الأول المقبل.
وديلما (63 عاماً) ليست من قيادات «حزب الشغيلة» التاريخيين. وكانت في بداية ولاية لولا الأولى معروفة بكفاءتها الاقتصادية وبقدراتها الإدارية، وشغلت حقيبة وزيرة المعادن والطاقة، قبل أن تعيّن في المنصب الأكثر حساسية في النظام السياسي بعد سلسلة من الفضائح أدت عام 2005 إلى استقالة أبرز المرشحين لخلافة لولا، خوسيه ديرسو، سلف ديلما في التنسيق الحكومي، وأنطونيو بالوتسي، وزير المال.
وتحولت ديلما إلى المشرفة الأولى على برامج الحكومة البرازيلية وأقرب معاونة للرئيس لولا. وتعيب عليها المعارضة اليمينية قساوة طبعها، وأنها لم تخض انتخابات في حياتها السياسية، لاعتبارها «دمية» بيد لولا و«يساريتها». وكانت قد خضعت للاعتقال والتعذيب في بداية السبعينيات، في أقسى مراحل الدكتاتورية العسكرية، وفي مرحلة لم يكن فيها لولا بعد مسيّساً أو حتى نقابياً.
بالتأكيد، لا تتمتع ديلما ولا منافسها، ولا أي سياسي برازيلي حالي، بالكاريزما التي يتمتع بها لولا. والتحدي الكبير الذي سيواجه هذا الأخير هو نقل جزء من شعبيته الخيالية، أكثر من 80 في المئة، إلى ديلما. أما هذه الأخيرة، فتحديها الحقيقي هو إقناع النساء البرازيليات بأن الوقت قد حان لتتسلم واحدة منهن سدّة الرئاسة. وتشير استطلاعات الرأي، التي صارت تضع ديلما في المرتبة الثانية، إلى أن النساء هن حتى الآن الفئة الأكثر تحفظاً على انتخاب رئيسة للمرة الأولى، تماماً كما كان الفقراء الأكثر تحفظاً عام 2002 لانتخاب فقير مثل لولا للمرة الأولى. هل ينجح لولا في رهانه الأخير، وهل تنجح ديلما روسيف في الانتخابات الحاسمة بسبب دور البرازيل وحجمها لتحديد وجهة القارة الأميركية الجنوبية في السنوات المقبلة؟