خاص بالموقع - تتواصل حملة الاعتقالات التي تشنّها الحكومة الباكستانية على قيادات «طالبان»، بالموازاة مع الحملة العسكرية التي تنفذها قوات التحالف في أفغانستان. وكشفت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية أن الشرطة ألقت القبض على أحد أبزر عشرة قياديين مطلوبين من الحركة، بفضل معلومات استخبارية تمكّنت من جمعها من القيادي عبد الغني بارادار الذي اعتُقل في وقت سابق.ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أنه جرى اعتقال الحاكم السابق لولاية نانغهار، مولفي كبير، في مقاطعة ناو شيرا شمال غرب باكستان.
واعتُقل مولفي كبير بفضل المعلومات التي جمعت من الملا بارادار، الرجل الثاني في حركة «طالبان»، الذي اعتُقل قبل أسبوعين في مدينة كراتشي الباكستانية، في عملية مشتركة بين وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والاستخبارات الباكستانية.
واعتُقل بعد ذلك عدة قادة بارزين في «طالبان» يختبئون في باكستان، منهم الملا عبد السلام الذي كان يسيطر على ولاية قندز (شمال أفغانستان)، والملا محمد من ولاية بغلان (شمال شرق أفغانستان).
وفي سياق آخر، اعتقلت القوات الباكستانية 59 مسلحاً على الأقل، في عمليات مشتركة بين الشرطة وقوات حرس الحدود في شمال غرب باكستان.
ونقلت صحيفة «داون» الباكستانية عن مصدر عسكري قوله إن عملية تهدف إلى كبح حوادث الخطف للحصول على فدية أو بهدف الإرهاب، أطلقت في أماكن مختلفة من منطقة هانغو، ما أدى إلى اعتقال 34 مسلحاً على الأقل وضبط كميات من الأسلحة والذخائر الحربية.
وفي الوقت نفسه، اعتقلت القوات الباكستانية 25 مسلحاً آخر في بارا تهسيل بمنطقة خيبر، في عملية تفتيش للمنازل.
وفي اعتداء منفصل، أدّى تفجير سيارة مفخخة استهدف قافلة للقوات الأمنية الباكستانية إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة 19 في مينغورا، كبرى مدن وادي سوات شمال غرب باكستان.
وقال قائد شرطة مينغورا، قاضي غلام فاروق، «لقد انفجرت سيارة مفخخة، ولسنا متأكدين من وجود انتحاري داخل السيارة أو لا». وأضاف «وقع الانفجار بالتزامن مع مرور قافلة أمنية».
من جهة ثانية، تنطلق مفاوضات سلام بين الجارتين اللدودتين، الهند وباكستان، بعد توقفها إثر اعتداءات مومباي التي اتهمت نيودلهي إسلام آباد بتغطيتها. لكنّ الرئيسة الهندية براتيبا باتيل أعلنت أن الهند ستتحاور مع جارتها شرط أن تقوم إسلام آباد باحتواء الإرهاب. وقالت في خطاب بدء الدورة الافتتاحية للبرلمان إن «الهند على استعداد لاستكشاف علاقة مهمة مع باكستان إذا ما واجهت باكستان جدّياً تهديد الإرهاب واتخذت إجراءات فعّالة لمنع الأعمال الإرهابية ضد الهند».
من جهتها، قالت أمينة سر وزارة الخارجية الهندية، نيروباما راو، إن على باكستان أن تتخذ إجراءً لإنهاء ما سمّته الإرهاب عبر الحدود.
ومن المقرر أن تلتقي راو نظيرها الباكستاني سلمان بشير في نيودلهي، يوم الخميس المقبل، لمحاولة إنهاء تجميد العلاقات الدبلوماسية. وأوضحت للصحافيين أن مخاوف الهند بشأن الجماعات المتشددة التي تتخذ من باكستان مقراً ستكون محور تركيز أساسياً لمحادثاتها يوم الخميس، لكنها أشارت إلى أن الهند تريد المضي قدماً «بتؤدة لجعل باب الحوار مفتوحاً دائماً».
وكانت المحادثات التي بدأت في 2004 قد توقفت فجأة، بعد الاعتداءات الدامية في مومباي في تشرين الثاني 2008، التي أوقعت 166 قتيلاً و600 جريح. واتهمت الهند مجموعة عسكر طيبة الإسلامية بتنفيذ الاعتداءات بمشاركة أجهزة الاستخبارات الباكستانية.
وإعلان استئناف الحوار في الثاني عشر من شباط تلاه في اليوم التالي اعتداء استهدف مطعماً في مدينة بوني الهندية أوقع 15 قتيلاً وستين جريحاً. وأعلنت مجموعة غير معروفة تقول إنها منبثقة من مجموعة «عسكر طيبة» الباكستانية، مسؤوليتها عن اعتداء بوني في صحيفة «ذي هندو» الهندية.

(أ ف ب، أ ب، يو بي آي)