أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، أن إيران «ستقوم بكل ما هو ضروري» في برنامجها النووي للتحقق من استقلاليتها العلمية والتكنولوجية، فيما بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعها الأول برئاسة مديرها العام الجديد، يوكيا أمانو، الذي أصدر أخيراً تقريراً متشدداً ضد إيران.وقال خامنئي في طهران، حيث التقى سفراء إيران في العالم، إن «بعض تدابير وكالة الطاقة وتقاريرها تدل على أنها غير مستقلة»، مضيفاً «ينبغي ألا تتأثر الوكالة بالولايات المتحدة أو بدول أخرى مثل بريطانيا وإسرائيل التي تروّج لأكاذيب». وأوضح أن «الجمهورية الإسلامية حقّقت إنجازات عديدة في المجال النووي، رغم كل الضغوط وستقوم بكل ما هو ضروري للتوصل إلى استقلالية علمية وتكنولوجية في هذا المجال».
من جهته، قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إن إيران يمكن أن تجعل الدول الأوروبية تعاني بقطع إمدادات الطاقة ويمكن أن تضرب أي عدو بصواريخها.
إيران تستدرج ضربة إسرائيلية أو تصعّد المواجهة مع الغرب!
ونقلت وكالة «أنباء فارس» الإيرانية عن سلامي قوله، في اجتماع مع محاربين قدماء ومتطوعين في كرمان (وسط البلاد)، إن «إيران لديها 50 في المئة من طاقة العالم. وإذا ما قررت، فسيكون على أوروبا أن تمضي الشتاء في البرد».
في غضون ذلك، يتوقع أن يصدر تقرير جديد عن إيران في فيينا، خلال اجتماع لمجلس حكام وكالة الطاقة المؤلف من 35 دولة، قد يفتح المجال أمام فرض عقوبات دولية جديدة على إيران، حسبما رأى دبلوماسيون في فيينا.
وقال دبلوماسي أوروبي إن ما ورد في تقرير يوكيا الأخير «أكثر وضوحاً وصرامة في نبرته من التقارير التي أعدّها المدير العام السابق محمد البرادعي» وإنه «سيقدّم ملخصاً بلهجة التقرير نفسه ليس إلا».
وأعلن دبلوماسي غربي أن «المسألة (الإيرانية) أصبحت حالياً في يد (مجلس الأمن الدولي) في نيويورك لا في يد الوكالة»، فيما توقّع دبلوماسيون إصدار قرار آخر بحق إيران في وقت قريب.
وفي السياق، قال دبلوماسيون لدى الأمم المتحدة إن مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا كانوا يبحثون، على مدى أسابيع، نوع الإجراءات العقابية التي سيدرجونها في مسودة قرار يصدره مجلس الأمن الدولي، يأملون في عرضه على روسيا والصين في الأسبوع الجاري.
وقال دبلوماسي غربي «حان وقت بدء المساومات مع الروس والصينيين، ومن ثم يمكننا تقديم نص يتضمن العقوبات إلى مجلس الأمن الدولي في المستقبل القريب»، مضيفاً «أعتقد أنه يمكننا الحصول على تأييدهما، رغم أنه سيكون بثمن».
وتحدّث تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» عن حيرة البيت الأبيض إزاء نقل إيران قبل نحو أسبوعين، مخزونها من الوقود النووي من مخازن تحت الأرض إلى منشأة فوق الأرض.
وذكرت «نيويورك تايمز» أن البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه) حاولا فك شيفرة النيات الإيرانية إزاء هذه الخطوة.
وقال التقرير إن أحد الاحتمالات هو أن تكون إيران تريد استدراج إسرائيل لتوجيه ضربة لها، أو أنها تصعّد المواجهة مع الغرب لكسب المزيد من التنازلات في المفاوضات المتوقفة منذ نحو أربعة أشهر.
(مهر، رويترز، يو بي آي، أ ف ب)