ضرب زلزال بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختير سواحل تشيلي أول من أمس، ما أدى إلى مقتل 708 اشخاص وتدمير المنازل والجسور والطرقات العامة وتعطيل حركة النقل والمواصلات، فيما أُطلقت حالات إنذار من تسونامي في عشرات الدول حول المحيط الهادئ.وحدد مركز الزلزال في المحيط على بعد تسعين كيلومتراً عن كونثيبثيون، ثانية مدن تشيلي ويبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة. وسجّل الزلزال 1906 هزات في الخليج الإكوادوري، وهو في المرتبة الـ17 من بين الزلازل الأقوى في العالم، والأعنف في القرن الحالي، متقدّماً على الزلزال الذي ضرب هايتي في 12 كانون الثاني، وبلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، وخلف 222 ألف قتيل.
وأعلنت رئيسة تشيلي ميشيل باشليه حال الطوارئ في وسط البلاد، لكنها أشارت إلى أنه لم تُطلب المساعدة من أي دولة حتى الآن. وأضافت، في خطاب متلفز بعد الواقعة مساء أول من أمس، أن 214 شخصاً قتلوا ونحو 15 شخصاً في عداد المفقودين، مشيرة إلى أن 1.5 مليون شخص تأثروا في الزلزال.
لكن في وقت لاحق، أعلنت باشليه ارتفاع عدد الضحايا إلى 708، ورجحت أن يتزايد هذا الرقم، فيما تحدث وزير الأشغال العامة سيرجيو بيتار عن أن «البنية التحتية التشيلية قاومت» الزلزال. وبعد عرض المساعدات، طلب وزير الخارجية التشيلي، مارانو فرنانديز، من الدول أن تعلق مساعداتها ريثما تقوّم السلطات الحاجات الطارئة. وأوضح أن تشيلي لا تريد مساعدات يمكن أن تحدث إرباكاً في عمليات الإغاثة، مشيراً إلى أن أي مساعدة تأتي من دون تحديد ما اذا كان هناك داعٍ لها لا تساعد إلا القليل جداً.
وفي الأضرار، اختفى مقر صحيفة «لا برنسا» التي تعود إلى مئة سنة في كوريكو، إحدى مدن جنوب تشيلي الأكثر تضرراً. وانهار نحو 90 في المئة من وسط المدينة التاريخي، أي 60 في المئة من كوريكو»، بحسب شهادة الصحافي في إذاعة «استاسيون اونو دي» كوريكو مارسيلو فاسكيس.
وذكر التلفزيون التشيلي أن 209 سجناء فروا في مدينة تشيلان بعدما اندلع حريق في السجن. وفي العاصمة سانتياغو، التي تقع 325 كيلومتراً (شمال شرق) بعيداً عن مركز الزلزال، دُمر المتحف الوطني للفنون الجميلة، فضلاً عن المباني وعشرات السيارات. وأقفل المطار لـ24 ساعة جراء الأضرار التي لحقت به.
وعُطل العمل في المرفأ الأساسي في فالبارايزو، الذي يبعد 120 كيلومتراً عن العاصمة، وفي كوديلكو، أكبر منتج للنحاس في العالم. وألحقت الأمواج أضراراً جسيمة في قرية خوان بوتيستا التي تقع في جزيرة روبينسون كروزو، فضلاً عن عدد من القتلى.
وقدّرت شركة «إي كيو إي كات» الأميركية الخسائر المادية ما بين 15 إلى 30 مليار دولار، وهو ما يعادل 10 إلى 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لتشيلي.
وامتد المدّ البحري، الذي أعقب الزلزال حول المحيط الهادئ، وأُطلقت صفارات الإنذارات في هاواي وبولينسيا وتوغا، فيما رُفعت حالات التحذير في 53 دولة تدور حول المحيط الواسع، في روسيا والفيليبين ونيوزيلندا وأوستراليا وبولينيزيا الفرنسية وجزر أخرى.
وأمرت اليابان بإبعاد نحو 320 ألف شخص عن خليجها الشرقي، حيث وصل ارتفاع الأمواج الى 1.2 متر قبل إنهاء حالة الإنذار صباح أمس.
في المقابل، تلقى شمال الأرجنتين زلزالاً بقوة 6.3 على مقياس ريختير أدى إلى مقتل طفل وجرح اثنين. وقالت مصلحة الأرصاد الجوية الأميركية إن هذا الزلزال لا علاقة له بكارثة تشيلي.
وأكبر زلزال أصاب المنطقة نفسها في تشيلي كان في عام 1960 بقوة 9.5 درجات على مقياس ريختير، وأدى إلى مقتل 1655 وشرّد نحو مليوني شخص.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)