خاص بالموقع - اجتاحت رياح عاتية وأمطار غزيرة وأمواج مرتفعة مناطق غرب أوروبا، اليوم، ما أدى إلى مقتل 52 شخصاً على الأقل، وانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المنازل. وضربت العاصفة الأطلسية التي أطلق عليها اسم «زينثيا» السواحل الغربية من فرنسا وإسبانيا، ليلة أمس، ما سبّب أحوالاً جوية سيّئة امتدت من البرتغال حتى هولندا.وهبّت رياح بلغت سرعتها 150 كلم في الساعة، وضربت أمواج بارتفاع ثمانية أمتار الساحل الغربي لفرنسا، ما أدى إلى حدوث فيضانات دفعت بالسكان إلى الصعود إلى سطوح المباني. وقال المواطن جان ـ فرانسوا ديكجيك (62 عاماً)، الذي شاهد مياه البحر تدخل مئات الأمتار داخل المناطق السكنية وتحطم زجاج نوافذ منزله في بلدة ايفز، «لقد حذرونا، لكني لم أعتقد أن الأمر سيكون بهذا السوء». وأضاف «كادت أمي تقتل، فعمرها 83 عاماً وتعاني من الإعاقة. كانت تنام في الطبقة الأرضية وقد غمرت المياه فراشها. وتمكّنت أنا وابني من نقلها إلى الأعلى، لكنّ الوضع كارثي».
وأعلنت السلطات المحلية في منطقة فيندي المنخفضة، حيث وصل ارتفاع مياه الفيضانات في بعض البلدات الساحلية إلى 1.5 متر، مقتل ثمانية أشخاص وفقدان آخرين. كذلك قتل خمسة أشخاص في منطقة شارانت ـ ماريتيم الجنوبية.
وانتشرت فرق الإنقاذ البحرية والجوية ومروحيات الشرطة فوق المنطقة في محاولة للعثور على ضحايا الفيضانات العالقين فوق الأسطح.
وتأكدت وفاة 45 شخصاً في فرنسا في عطلة نهاية الأسبوع، بحسب المتحدث باسم قوة الدفاع المدني صامويل بيرن، الذي أشار إلى أن «معظمهم توفي غرقاً في الفيضانات في الساحل الغربي، وقتل بعضهم بسبب الأنقاض المتطايرة».
وتجاهل بعض أصحاب القوارب التحذيرات وبقوا في قواربهم أثناء الليل في مراسي الساحل الجنوبي. وقال روبير مون (62 عاماً)، الذي جاء إلى الشاطئ ليجد سيارته وقد اجتاحها الفيضان، «لقد عبثت الأمواج بالقارب كأنه كرة».
أما بريطانيا، التي تعاني من فيضانات محلية بسبب أمطار سابقة، فتستعد لمزيد من الأحوال الجوية السيّئة إذا ما ضربت العاصفة ساحلها الجنوبي وهي في طريقها إلى الدول الإسكندنافية.
أما في إسبانيا، فقد ألغيت خدمة القطارات في غاليثيا والمناطق الشمالية من استورياس وكانتابريا والباسك، حيث تركت العاصفة نحو 93 ألف منزل من دون كهرباء. وقال وزير الداخلية الفريدو بيريز روبالكابا إن «هذه عاصفة عميقة وقوية وسريعة». وأوصى السكان «بعدم استخدام السيارات أو السير في الجبال أو على شاطئ البحر».
(أ ف ب)