خاص بالموقع - تعرضت سيارة المعارض الإيراني، مهدي كروبي، لإطلاق نار ليل أمس في بلدة قزوين الشمالية، حسب ما أورد حزبه على موقعه على الإنترنت، مؤكداً أن الحادث لم يسبب سوى أضرار في نوافذ السيارة.وقال موقع «ساهامنيوز .اورغ» اليوم الجمعة، إن كروبي كان يزور المدينة للمشاركة في عزاء يقيمه عضو إصلاحي سابق في البرلمان لمتظاهرين قتلوا في احتجاجات المعارضة.
وأوضح الموقع أن «نحو 500 من عناصر الباسيج وسكان من القرى المجاورة أحاطوا بالمكان الذي أقيم فيه العزاء ورشقوا المنزل بالحجارة، مما أدى إلى تحطم زجاج بعض النوافذ»، لتتدخل شرطة مكافحة الشغب بعد أربع ساعات لإخراج كروبي من المبنى.
وأضاف الموقع «فيما كانت سيارته تغادر المكان، هوجمت وأطلقت النار عليها. ولكن نظراً لأنها سيارة مصفحة، فلم تصب بأضرار، إلاّ أن نوافذها تضررت».
ونقل الموقع عن كروبي قوله إنه لم يكن هناك رد على مطلقي النار من حراسه. وأوضح كروبي «حراسي الشخصيون لم يطلقوا النار، خلافاً للمهاجمين» وأضاف أنهم «يجب أن يمثلوا أمام المحاكم».
وأشار الموقع إلى أن المهاجمين رددوا هتافات مؤيدة للنظام الإسلامي والمرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي موازاة ذلك، نقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس عن زوجة المرشح الرئاسي الخاسر، فاطمة كروبي، «أنها تشعر بالقلق على سلامة زوجها، وسلامتها هي شخصياً، وسلامة أبنائها».
وأوضحت أنه «في الوقت الحالي، لا توفر لنا السلطات أية مساعدة أو أية حماية تُذكر. والواقع أنه خلال الأسبوعين الماضيين، أخلّ فريق الأمن المكلّف بحماية السيد كروبي بواجباته، بسبب الأوامر التي أُعطيت له».
وأكدت أن «الوضع بات أسوأ من قبل»، و«أن مستوى حماية كروبي، ومستوى حماية منزل عائلتنا، تقلّص إلى مستوى منخفض جداً، وغير كافٍ. وهذا ما اضطرنا، نحن، لاتخاذ إجراءات لتأمين حمايتنا الذاتية».
وأكدت تعرض عائلتها لعدد من الـ«اعتداءات والتهديدات من جانب موظفي أمن يرتدون ملابس مدنية ولكنهم يحملون أسلحة». ولفتت إلى أن هؤلاء «كانوا يتمتعون بمساندة قوى الأمن وحمايتها».
وأوضحت أن ما دفعها للتحرك وإبداء قلقلها «التهديد الصريح الذي أطلقه ضدنا رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان (علاء الدين بروجردي) وعدد من الشخصيات المتشددة في وسائل الإعلام. وكذلك الدعوة التي صدرت عن السلطات إلى الشعب لكي يتحرك من تلقاء نفسه ضد قادة الحركة الخضراء».
وعن دلالات هذه الدعوة، أوضحت فاطمة كروبي أنها «تعني أن السلطة أعطت موافقتها على أن يقوم مرتزقة، نيابة عن الشعب، بأداء واجبهم والاعتداء علينا».
وفي سياقٍ متصل، أكد فاطمة كروبي أن «الشخصيات المتشددة التي لا تؤمن سوى بالقمع تعتقد، خطأً، أنها ستنجح في وضع مطالب الشعب في غياهب النسيان إذا ما صفّت السيد كروبي والسيد موسوي جسدياً».
وحذرت الحكومة الإيرانية من التعرض لكروبي، وقالت «أنا أعلن، بصورة قاطعة، أنه إذا ما وقع حادث خطير للسيد كروبي، فإن الحكومة ستكون المسؤولة. ولن يكون بوسعها أن تتبرّأ من مثل هذه الجريمة المحتملة، بالتذرّع بالأجانب أو بجماعات أخرى».
وعن تداعيات اعتقال زوجها أو موسوي على استمرارية الحركة الخضراء، أكدت فاطمة كروبي، أن الحركة «ترفع مطالب منسجمة مع دستور الجمهورية الإسلامية». وأضافت «السيد كروبي دعا مراراً في تصريحاته إلى تطبيق كل أحكام الدستور الإيراني، وكذلك فعل السيد موسوي في البيان الرقم 17 الصادر عنه، حينما طالب بأخذ جزء من مطالب الناس بعين الاعتبار انسجاماً مع الدستور».
وأضافت «إن على من يرغب في الوصول إلى حل للأزمة الراهنة أن يعترف بأن القانون سيّد وأنه ينطبق على الجميع بالتساوي». وشددت على أنه «ينبغي وضع حد للسلوكيات غير القانونية. وإلا، فإن الأزمة الراهنة ستتعمّق أكثر». ولفتت إلى أن «اعتقال السيدين كروبي وموسوي لن يكون مجحفاً فحسب، بل سيصب الزيت على النار، ويؤجّج غضب المجتمع».
وخلصت إلى القول إنه في حال اعتقالهما، «سيكون علينا في مثل تلك الحال، أن نبذل جهداً لكي يستمر الشعب كما في السابق في التظاهر سلمياً، وألا يدفع الناس ثمناً باهظاً لذلك».
(أ ف ب)