باريس ــ بسّام الطيارةمثّل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، على طاولة الغداء في باريس أمس، فرصة لتبادل «وجهات النظر» بشأن عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط.
وقد أعقب الغداء، تصريحان مقتضبان للمسؤولين على درج «الكي دورسيه»، قبل أن يذهب كل منهما في طريقه، متواعدين بلقاء اليوم في بروكسل، في إطار الاجتماع الذي سيعقده ممثلو اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط غداً. وسألت «الأخبار» كوشنير عن محور الحديث، فكان الجواب على شكل كلمتين: «كل شيء». وفي وقتٍ كان فيه اهتمام الصحافيين محصوراً في معرفة ما إذا كانت واشنطن تودّ إشراك الأوروبيّين في «رسائل الضمانات» إلى الفلسطينيين، ومعرفة حقيقة التلويح بالعقوبات المالية، الذي صدر على لسان ميتشل، غابت هذه البنود عن تصريحات المسؤولين الفرنسي والأميركي. واكتفى المسؤولان بكلام معسول، مع التواعد على لقاء أوسع يعقد غداً في بروكسل، ويجمعهما إلى جانب كل من ممثل اللجنة الرباعية طوني بلير، وممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاثرين اشتون، إضافةً إلى كلٍّ من وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، ووزير خارجية النروج يوهانس غيهر ستوره. وعلمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن اللقاء «لن يدوم أكثر من ساعتين»، وأن المقررات ستكون على شكل تصريح، أو ربما مؤتمر صحافي قبل أن يتوجه ميتشل إلى المنطقة.
ورفضت الدبلوماسية الفرنسية التعليق على ما دار في «اللقاء»، مكتفية بترداد مقولة كوشنير بأن «كل شيء كان على الطاولة»، وأن واشنطن وباريس تسعيان إلى الهدف نفسه، مذكّرةً بما قاله الرجلان عن «تثبيت سلام على أساس دولتين».
وكان ميتشل قد ذكر في تصريحه أن إسرائيل «عندها دولة ولكن ينقصها سلام، بينما الفلسطينيّون يسعون إلى دولة». وأكد أن الهدفين ليسا متناقضين بل يكمّل أحدهما الآخر.
ويقول أحد الخبراء إن زيارة ميتشل لباريس قبل اجتماع بروكسل هي «لسحب التعليقات الفرنسية»، التي انتقدت «الشرط الأميركي بوقف الاستيطان»، الذي رأى أكثر من مصدر فرنسي أنه «عائق لعودة مسار التفاوض». كذلك تهدف زيارة ميتشل إلى محاولة إقناع باريس بالتخفيف من الإعلان عن المؤتمر، الذي يتردّد أنها تنوي عقده حول الشرق الأوسط، و«بات الجميع يعرف أن واشنطن لا تحبّذه»، ولإقناعها بالمضي قدماً مع الرباعية والاتحاد الأوروبي في مسار «رسائل الضمانات» للفريقين. رسائل يمكن من وجهة نظر واشنطن أن «تحل محل شرط وقف الاستيطان»ـــــ وهو ما تسعى إليه باريس.
وعلمت «الأخبار» أن «الملف الإيراني لم يكن بعيداً عن طاولة الغداء». ولم يتردّد دبلوماسي عربي في تأكيد هذه المعلومات، استناداً إلى أن «ميتشل في تصريحه وسّع دائرة مبادرات السلام» على المسارين السوري واللبناني، وبالطبع يدرك الجميع أن الحديث عن هذين المسارين في العاصمة الفرنسية «مرتبط بالملف الإيراني» ارتباطاً مباشراً.