قُتل عالم نووي إيراني، في طهران أمس، في اعتداء بواسطة قنبلة اتهمت إيران كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلفه، فيما تستعد مجموعة الدول الست للاجتماع «قريباً جداً» بغية بحث الموقف بالنسبة إلى برنامج إيران النووي.وأعلن المدّعي العام في العاصمة الإيرانية، عباس جعفري دولت أبادي، مقتل أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران، مسعود علي محمدي، صباح أمس في انفجار دراجة نارية مفخخة، تم التحكم به عن بعد في أثناء خروج العالم من منزله في حي قيطرية شمال طهران.
وقال دولت أبادي «من المرجح، نظراً إلى أن مسعود علي محمدي كان عالماً نووياً، أن يكون جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية السي آي إيه و(جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) الموساد وبعض عملائهما ضالعين في الأمر».
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن «عناصر التحقيق الأولية تكشف عن إشارات إلى تحرّك شرّير لمثلّث الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ومرتزقتهما، في هذا الاعتداء الإرهابي»، مؤكداً أن هذه الأعمال «لن تعرقل بالتأكيد برنامج إيران النووي، بل على العكس ستسرّعه».
وذكر تلفزيون «العالم» الرسمي أنه «على ضوء نوعية الانفجار، فقد يكون الاعتداء من تنفيذ المنافقين (مجاهدي خلق) أو من تخطيط النظام الصهيوني».
غير أن «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» المعارض في المنفى، الذي يشكّل «مجاهدو خلق» فصيلها الرئيسي، نفى ضلوعه في الاعتداء.
كذلك رفض مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الاتهامات الإيرانية، واصفاً إياها بأنها «عبثية».
وذكرت مواقع إلكترونية عديدة تابعة للمعارضة أن محمدي كان خلال الانتخابات الرئاسية في حزيران من الأساتذة الجامعيين الذين وقّعوا عريضة مؤيدة لزعيم حزب «درب الأمل الأخضر» مير حسين موسوي. إلا أن عميد كلية الفيزياء في جامعة طهران، علي مقري، أكد أن محمدي لم يكن منخرطاً في «أي نشاط سياسي».
في هذا الوقت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، إن «مجموعة الدول الست «5+1»، المعنية بمناقشة الملف النووي الإيراني (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا) قد تجتمع قريباً جداً» لبحث الموقف بالنسبة إلى برنامج إيران النووي. وفيما لم يحدّد كراولي موعداً للاجتماع، نقلت محطة «الجزيرة» القطرية عن دبلوماسي مقرّب من الملف قوله إن الاجتماع سيعقد السبت في نيويورك.
غير أن مصادر مطلعة ذكرت أن هناك العديد من الإشارات بأن المحادثات مع إيران بشأن تبادل اليورانيوم ذي التخصيب المتدنّي قد استؤنفت بالفعل، بالرغم من انقضاء الموعد الذي حددته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهو نهاية العام الماضي.
وقالت هذه المصادر إن إيران أعادت أخيراً تقديم عرضها الرسمي المضاد لتبادل اليورانيوم ذي التخصيب المتدنّي لقاء الحصول على خلايا وقود نووي تنتج في الغرب. وجاء الاقتراح في وقت ذكرت فيه تقارير عن وزارة الخارجية الإيرانية أنها أعلنت وقف تخصيب اليورانيوم لشهرين كبادرة حسن نية.
وأقرّ مسؤولون في إدارة ضبط ونزع الأسلحة النووية في وزارة الخارجية الأميركية، يوم الأحد الماضي، بأن إيران بالفعل قدّمت رداً رسمياً في نهاية شهر كانون الثاني الماضي، لتبادل الوقود النووي. لكن المسؤولين الأميركيين لم يبدوا اهتماماً كبيراً بالعرض الإيراني. وقال مسؤول «إن الإيرانيين يتحدثون عن أمور مختلفة طوال أسابيع، لكن ما يهمّنا هو ما إذا كانوا سيقبلون الصفقة التي عرضتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مفاعل طهران للأبحاث الذي كانت قد قبلته مبدئياً في الأول من تشرين الأول الماضي، لكنها تراجعت عنه في ما بعد».
(أ ف ب، الأخبار، رويترز، إرنا)