خاص بالموقع- اعترف محافظ مدينة أبين اليمنية، أحمد المصري، بأن حكومة بلاده فشلت في حربها على القاعدة، مشيراً إلى أن التنظيم وسّع تأثيره وصولاً إلى المناطق النائية في اليمن، حيث اختفت سلطة الدولة تقريباً. وقال المصري في مقابلة مع صحيفة «إندبندنت» البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء «إن سيطرة الحكومة في محافظة أبين ليست قوية، ولم تنشر قوات إضافية فيها، بالرغم من التلميحات الرسمية إلى أن تهديد القاعدة جرى احتواؤه بحملة جديدة تشنّها القوات اليمنية». وأكد أنه «ليس هناك ما يكفي من الأسلحة، ولا العدد الكافي من الجنود».
وأوضح محافظ أبين، أنه «لم يرَ أيّ مؤشر إلى التقارير التي تحدثت عن تحريك تعزيزات عسكرية إلى مناطق، من بينها محافظة أبين، في إطار الحملة الجديدة ضد المسلحين».

وقال «كانت هناك عملية إعادة انتشار للقوات من أبين إلى محافظة مأرب وبالعكس، ولدينا الآن قوات جديدة لا جيش جديد». وتحدّث عن «افتقاد المروحيات المطلوبة لمطاردة المسلحين عند وقوع حادث طارئ».

وأشار المصري إلى «أن هناك حاجة ماسة إلى التنمية الاجتماعية من جانب المجتمع الدولي في اليمن»، الذي يُعدّ أفقر دولة في العالم العربي.

وأكد أن «الغارات الجوية والقوة العسكرية ليستا الحل، ونحتاج إلى المزيد من المساعدات من أجل إقناع القبائل بطرد القاعدة من أراضيها لأن حكومتنا لا تملك المصادر المطلوبة للقيام بذلك».

كذلك شدد المصري على ضرورة قيام المؤتمر الذي ستستضيفه لندن حول اليمن أواخر الشهر الجاري بمعالجة المشاكل التي يواجهها اليمن، وعلى رأسها تنامي تأثير تنظيم القاعدة خلال الأشهر الستة الأخيرة، والتناقضات العسكرية والسياسة والاقتصادية في البلاد.

ولفت المصري إلى أن الغارة الجوية على موقع لتنظيم القاعدة في قرية جبلية في محافظة أبين في 17 كانون الأول الماضي «كان لها تأثير جيد»، « لكونها قد «قتلت 14 مسلحاً من تنظيم القاعدة، ومن بينهم القيادي البارز المحلي محمد الكاظمي».

لكنه اعترف بأن تلك الغارة كان لها «تأثير سيّئ أيضاً، لكونها قد أودت بحياة 45 مدنياً، من بينهم 18 من النساء والأطفال».

وأعرب عن خيبة أمله من أن السلطات المركزية في صنعاء لم تتماهَ «حتى الآن مع خطوته في تقديم اعتذار رسمي عن مقتل المدنيين».

وحذّر المصري من أن عدم تقديم السلطات اليمنية اعتذاراً لسقوط ضحايا بين صفوف المدنيين جرّاء الغارة «سيجعل الناس يغضّون الطرف عن القاعدة».

في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، أن «اليمن لن يقبل المساس بسيادته، وقضاياه الداخلية فى مؤتمر لندن».

وبشأن مخاوف من تحول اليمن إلى ملاذ آمن للقاعدة، أوضح القربي في مؤتمر صحافي أن هناك تضخيماً لدور القاعدة، وأن السلطات اليمنية تمكّنت أخيراً من توجية ضربات قاصمة للتنظيم في عدد من المحافظات اليمنية.

وعن احتمال إرسال قوات أميركية وغربية لمحاربة القاعدة في اليمن، قال الوزير اليمني «كل تصريحات المسؤولين فى تلك الدول، بما فيها تصريح الرئيس الأميركي باراك اوباما، تؤكّد أن لا تدخل فى اليمن، وأن الدعم سيقتصر على الدعم المعلوماتي واللوجستي لبعض العمليات التي تتطلّب ملاحقة عناصر القاعدة في اليمن».

وعلى صعيد آخر، أكد القربي أن السلطات الأمنية على وشك تحرير أسرة ألمانية وبريطاني خطفهم مجهولون في حزيران الماضي.

وأوضح أنه «جرى تحديد مكان المختطفين الألمان في صعدة، وجارٍ العمل لتحريرهم عبر التفاوض مع الخاطفين»، مشيراً إلى وجودهم في محافظة صعدة (شمال) حيث معقل التمرد الحوثي.

في غضون ذلك، قتلت القوات اليمنية 19 من الحوثيين في مدينة صعدة بشمال اليمن، في عملية عسكرية لتطهير المدينة من مخابئ المتمردين.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية في موقعها على الإنترنت، إن قوات الأمن نفّذت عملية تفتيش من منزل لمنزل في صعدة، مشيرةً إلى أن العملية أدّت إلى مقتل 19 شخصاً، فضلاً عن «إلقاء القبض على 25 آخرين».

من جهته، أكد مصدر قبلي يمني أن عشرة متمردين قُتلوا اليوم الثلاثاء في مواجهات مسلحة مع مسلحين قبليّين موالين للحكومة.

وقال عبد الله صقر، وهو من شيوخ قبيلة آل صقر، «قتل عشرة حوثيين في مواجهات مسلحة مع رجال القبائل من آل صقر وآل أبو حسين في مديرية المطمة بمحافظة الجوف» الواقعة شرق صعدة.

وأوضح صقر أن «المواجهات دارت عندما حاول متمردون اقتحام منزل أحد أبناء القبيلة للسيطرة عليه، وتحويله إلى مركز عسكري، فتصدّى لهم رجال القبيلة، وخلّف القتال عشرة قتلى، واندحر الحوثيون».

ونفى صقر سقوط أيّ قتلى في صفوف المسلّحين القبليين الموالين لصنعاء.

في المقابل، اتهم زعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي، «الأعداء» الذين لم يذكرهم بالاسم بتعمد استهداف المدنيين كوسيلة للضغط عليهم لإنهاء التمرد.

وقال الحوثي في كلمة ألقاها، ونُشر نص كتبه في موقع للمتمردين على الإنترنت «من الواضح أيها الإخوة أن الأعداء قد جعلوا من استهدافهم للمدنيين استراتيجية أساسية يحاولون من خلالها الضغط علينا، لأنهم يعرفون إنسانيتنا وأخلاقنا وألمنا على المدنيين». وتوجّه إلى «الأعداء» بالقول «أدعوكم إلى وقف استهداف المدنيين، ووقف جرائمكم بحق الأطفال والنساء، وإذا كان لديكم الرغبة والإصرار على قتالنا، ولم يعد يهمكم مصلحة المنطقة واستقرارها والآثار الكارثية للحرب عليها فلا مانع... حاربونا بشرف، وحافظوا على الحد الأدنى من إنسانيتكم».

(أ ف ب، يو بي آي)