يبدو أن ما تواجهه إيران هذه الأيام من مشكلات داخلية، أصبح يمثّل امتداداً واضحاً لتحديّات خارجيّة ليست أوّلها العقوبات المرتقبة ضد النظام الإسلامي، ولن تكون آخرها تلك الصراعات الإقليمية، ولا سيما في اليمنانتقد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، السعودية بسبب دورها في صراع اليمن مع المتمردين الحوثيين، فيما رأى وزير خارجيته منوشهر متكي أن ظروف إسرائيل لا تسمح لها بالتجرؤ على إيران.
وقال نجاد، خلال خطاب في منطقة الأهواز، «كنا نتوقع أن يتصرف المسؤولون السعوديون كناصح، وأن يصنعوا السلام بين الإخوة، لا أن يدخلوا بأنفسهم في الحرب، ويستخدموا القنابل والمدافع والبنادق الرشاشة ضد المسلمين».
في هذا الوقت، بحث وزير الخارجية الإيراني، ونظيره العماني يوسف بن علوي،أزمة اليمن، في لقاء جمعهما في طهران، حيث شدّدا على الحوار مدخلاً لإنهاء الصراع مع المتمردين الحوثيين.
وفي ردّ على سؤال عن التهديدات التي تطلقها إسرائيل ضد بلاده، قال متكي «نحن نرى أن الكيان الصهيوني في ظروف لا تسمح له بالتجرؤ على التعرض لإيران، بالطبع المجانين يمثلون مصدر تهديد، والكيان الصهيوني بوجوده اللاشرعي الذي لم يجلب لشعوب المنطقة سوى المشاكل والاغتيالات والاحتلال والاعتداءات، هو كيان دخيل فُرض على المنطقة، لذا ينبغي مراقبته ومتابعته».
وعن اغتيال العالم النووي، مسعود علي محمدي في طهران أول من أمس، رأى الرئيس السابق الإصلاحي، محمد خاتمي، أن «وجهاً بشعاً للإرهاب» يقف خلف مقتل محمدي بقنبلة استهدفته قرب منزله. ولم يشر خاتمي، في رسالة تعزية إلى زوجة العالم النووي، إلى أيّ جهة قد تكون وراء الاعتداء.
أمّا رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، فقال أمام البرلمان، إنه «وصلتنا معلومات دقيقة قبل أيام تفيد أن أجهزة الاستخبارات في الكيان الصهيوني، تحاول بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، تنفيذ عمليات إرهابية في طهران».
وأوضح رئيس البرلمان أن مجموعة مجهولة من دعاة الملكية تتّخذ من أميركا مقراً لها، وتعمل تحت إشراف الاستخبارات الأميركية، أعلنت في بيان مسؤوليتها عن هذا «الحادث الإرهابي».
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية (إسنا) عن لاريجاني قوله «بالنظر إلى التصرفات الشريرة التي تقوم بها الحكومة البريطانية تجاه الأمة الإيرانية، فإن مسؤولية لجنة الأمن القومي (البرلمانية) هي اتخاذ القرار بشأن هذه الدولة. وأشكرهم للعمل على هذا».
وكان لاريجاني يشير بذلك إلى اقتراح قدّمه عشرات أعضاء مجلس الشورى، ويقضي بقطع العلاقات مع بريطانيا، التي تتكرر اتهامات طهران لها بالتدخل في شؤونها الداخلية. وقالت الإذاعة الحكومية إن الاقتراح أيّده 40 نائباً في البرلمان الذي يضم 290 عضواً.
وفي السياق، أكد رئيس لجنة الخارجية والأمن القومي، علاء الدين بوروجردي، أنه «يجب أن نخضع هذا الاقتراح لمزيد من البحث، وأن يكون قائماً على مصلحتنا القومية». وإذا صوّت البرلمان على قطع أو خفض مستوى العلاقات مع بريطانيا، فإنه يجب أن يقر مجلس صيانة الدستور هذه الخطوة.
وفي موضوع العقوبات المرتقبة على إيران، نقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قوله في موسكو إن «العقوبات لم تكن يوماً من الأيام علاجاً حاسماً للمشاكل»، مؤكداً أنّ من السابق لأوانه الحديث عن فرض عقوبات إضافية محدّدة عليها.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)