باريس ــ بسّام الطيارةجلسة تخللها العديد من الانتقادات من رئيس اللجنة، وزير الخارجية السابق جان فرنسوا بونسيه، ومبعوث الرئيس الخاص للشرق الأوسط فيليب ماريني الذي وضع تقريراً مفصلاً تضمن أفكاراً وآراءً تتعلق بالمنطقة.
كذلك تعرض وزير الخارجية لهجوم عنيف من النائبة ناتالي غولي التي تساءلت: «متى سنقيس ثمن الذل وغياب العدالة؟». واستطردت متحدثة عن المترو الذي تبنيه شركة «ألستوم» الفرنسية في القدس المحتلة، مشيرة إلى أنه «من مترو العار إلى الحائط الذي يحمل الاسم نفسه، من حواجز الإهانة إلى تهويد مدينة القدس، مروراً بفرض سياسة الأمر الواقع» لتدخل في التفاتة إلى الملف الإيراني والمعايير المزدوجة. وتساءلت: «إلى متى تدوم سياسة الكيل بمكيالين؟»، مشددة على أن الدولة العبرية «تنتهك منذ سنوات القرارات الدولية»، متهمةً إياها بأنها تشجع «سياسة عدوانية تجاه إيران»، بينما واشنطن تسعى وراء حوار.
من جهته، نقل كوشنير للجنة مجلس الشيوخ انطباعاته بعد زيارة ميتشل في باريس وبروكسل. وقال إن الأخير لاحظ أن الأمور تتقدم وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم اقتراحات جيدة، منها عرض تجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر في الضفة الغربية، من دون ذكر القدس، مشيراً إلى أنه من وجهة نظر ميتشل فإن «هذه الاقتراحات غير كافية».
وأشار كوشنير إلى أن المبعوث الأميركي سأل في الاجتماع، بحضور موراتينوس وأشتون، عن إمكان أن يتحرك الفلسطينيون. وتساءل «عمّا يمكن أن يبدر منهم». واستنتج أن «الفلسطينيين يمكن أن يقبلوا إجراء لقاء»، وهو ما نقله لميتشل حسب قوله. ورأى أنه يمكن الاعتماد على «خريطة الطريق» التي قدمها نتنياهو لأنها «مقبولة بالنسبة إلى مسألة الحدود». وقال كوشنير إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضعيف الآن و«ليس في وضعية جيدة مع من يدعمه من العرب». وتساءل عمّا إذا كان بإمكانه أن يكون «سادات» آخر ويقوم بمبادرة مشابهة لتلك الخاصة بالرئيس المصري الراحل أنور السادات.
لكن في المقابل، استطرد الوزير الفرنسي قائلاً إن القيام بمبادرة كريمة، يتطلب «التزاماً خطياً يذهب إلى حد الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن تاريخ محدد»، رغم أنه امتنع عن تأكيد طرح ميتشل هذا الأمر. وقال إنه «حمل فقط رغبة الولايات المتحدة بالوصول إلى حل دولتين والعمل مع أوروبا».
وتحدث كوشنير عمّا دار في محادثات بروكسل في ما يتعلق بسبل مساعدة الفلسطينيين وإيجاد آلية لمتابعة مؤتمر المانحين للسلطة، الذي سبق لباريس أن استضافته في عام ٢٠٠٧. وكشف عن اجتماع للخبراء برئاسة النرويج قريباً.
وكشفت مصادر عن أن البعض طرحوا إمكان عقد مؤتمر «باريس ٢» لفلسطين في مطلع ٢٠١١. إلا أن معظم المراقبين ينظرون إلى نتائج لقاء بروكسل، وفي ضوء «جلسة الاستماع لكوشنير»، بأنها إعلان «عودة دينامية أميركية» للإمساك بملف الحل في المنطقة، وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما على طريق «إطلاق صفارة نهاية فترة التردد»، وطيّ صفحة حل ملف الشرق الأوسط في محاولة لاستعادة بعض من شعبيته المتراجعة.