واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- يعتقد الكثير من الأميركيين السود أن العدالة ليست سائدة في المجتمع الأميركي، لكنهم في الوقت نفسه يؤكدون أن أوضاعهم الآن أفضل، رغم سوء الأحوال الاقتصادية، ويتفاءلون بتحسن أحوالهم منذ أن تسلم الرئيس باراك أوباما السلطة قبل نحو عام، هذا ما خلصت إليه دراسة مسحيّة أجراها مركز «بيو» للأبحاث.



وتناولت الدراسة العرقيات في الولايات المتحدة، وأشارت إلى أن انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة كان السبب الرئيسي في هذا الارتفاع الحاد لمعنويات الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية، وفي تفاؤلهم وتحسن توجهاتهم أيضاً تجاه عدد من القضايا، ومنها العلاقة مع الأجناس الأخرى في البلاد، واستشراف المستقبل، على الرغم من الركود الاقتصادي وتقلص الوظائف الذي كان السود أكثر ضحاياه.







غير أن هذا لم يمنع 80 في المئة من السود الذين استُطلعت آراؤهم القول بأن هناك حاجة إلى المزيد من التغييرات التي تضمن مساواة أكثر بين السود والبيض، وهو الأمر الذي يوافقهم فيه ثلث البيض فقط. ولا يزال السود متخلفين عن البيض في ما يتعلق بالرضى عن نوعية الحياة التي يعيشونها وعلاقاتهم بمجتمعاتهم المحلية، ويشكك غالبيتهم في أن أجهزة الأمن تتعامل بعدل مع العرقين.



من الناحية الاقتصادية، أعرب 40 في المئة من السود المستطلَعة آراؤهم عن اعتقادهم بأن وضعهم الاقتصادي أفضل مما كان عليه قبل خمس سنوات، وذلك بزيادة 20 في المئة عمن كانوا يرون ذلك عام 2007. وتوقع نحو 53 في المئة منهم أن يكون مستقبلهم أفضل، مقابل 10 في المئة توقعوا العكس.



ورأى 54 في المئة من السود المستطلَعة آراؤهم أن انتخاب أوباما قد كسر حاجز اللون وحسّن العلاقات بين الأجناس في الولايات المتحدة. ووجد الأميركيون البيض أيضاً حصول تحسن في هذا الجانب، وإن كان بهامش أقل، حيث قال 45 في المئة إن انتخاب أوباما لم يؤثر على العلاقة بين الأجناس، مقابل 32 في المئة رأوا أنه أحدث أثراً أفضل، وأعرب 15 في المئة عن اعتقادهم بأنه سبّب في زيادتها سوءاً.



واتفق 60 في المئة من السود مع 70 في المئة من البيض في التوجهات إزاء القيم التي يعتنقونها ومستوى المعيشة خلال فترة السنوات العشر الماضية. ورأى 56 في المئة من السود و65 في المئة من البيض أن الفجوة في مستوى المعيشة بين السود والبيض قد ضاقت خلال العقد الماضي.



لكن نسبة السود الذين وجدوا تمييزاً متأصلاً في المجتمع الأميركي ضدّهم لا تزال دون تغيير عما كانت عليه 2001، فقد قال 43 في المئة منهم إن هناك الكثير من التمييز ضدهم، بينما رأى 13 في المئة من البيض أن هناك الكثير من التمييز ضد السود حالياً، وهي أقل من عام 2001. لكن في الوقت نفسه وجد 21 في المئة من البيض أن هناك أيضاً الكثير من التمييز ضدّ الأميركيين من ذوي الأصول الأميركية الجنوبية الذين أصبحوا أكبر أقلية في البلاد من حيث العدد.



وقال 52 في المئة من السود إنهم المسؤولون عن عجزهم عن التقدم وتحسين أوضاعهم في هذه البلاد، بينما كانوا يعتقدون العكس منذ 15 عاماً مضت، فيما رأى 34 في المئة منهم أن التمييز ضدهم هو المسؤول عن هذا.



ورأى 55 في المئة من السود أن أوباما أميركي أسود، مقابل 34% اعتبروه خليطاً بين أصول أفريقية وقوقازية. في المقابل، قال 53 في المئة من البيض إنه خليط من الأجناس، و24 في المئة منهم قالوا إنه أسود. فيما مال 61 في المئة من الأميركيين من أصول لاتينية إلى الاعتقاد بأن أوباما خليط من الأجناس.



وأشارت الدراسة المسحية إلى أن 8.1 في المئة من الزيجات في الولايات المتحدة هي بين أزواج مختلفي الأجناس، مقارنة بـ 3.2% نسبة الزيجات المختلطة في عام 1980. وقد أصبح الزواج بين أجناس مختلفة في البلاد مقبولاً، بعدما كان من المحرمات حتى إن 64 في المئة من البيض أصبحوا يقبلون زواج أحد أفراد أسرتهم من السود، بينما أبدى 27 في المئة منهم انزعاجهم من هذا، لكنهم قالوا إنهم يقبلون به.



وبالنسبة إلى السود والزواج المختلط، قبل 80 في المئة بهذا الزواج، مقابل 16 في المئة قالوا إنهم ربما ينزعجون من الأمر، لكنهم سيقبلون به في النهاية. من جهة ثانية، رفض 6 في المئة من البيض و3 في المئة من السود الزواج من العرق الآخر رفضاً كلياً.



وفي ما يتعلق بالرضى عن أداء أوباما، أعرب 95 في المئة من السود عن رضاهم، بينما تراجعت هذه النسبة بين البيض لتنحدر من 76 في المئة، قبل توليه الرئاسة مباشرة، إلى 56 في المئة حالياً.



وكشفت الدراسة المسحية أن أكبر المشاكل التي تواجه مجتمع الأميركيين السود هي نقص الوظائف (79 في المئة)، المخدرات والخمور (74 في المئة)، والجريمة (67 في المئة)، وتدنّي مستوى التعليم العام (56 في المئة).