يواصل سكان هايتي المنكوبون الاعتماد على أنفسهم في محاولة إنقاذ الضحايا من بين الأنقاض، رغم أنّ مطار العاصمة بورت أو برنس يعج بطائرات الإغاثة الدولية.وأمام هول المأساة، تصاعدت حدة الغضب واليأس في هايتي، حيث أقدم عدد من المواطنين على قطع الطرق بالجثث والحجارة في عدد من شوارع العاصمة للمطالبة بتسريع جهود الإغاثة. وتعرضت العديد من المتاجر، إضافة إلى مستودعات برنامج الأغذية العالمي للنهب والتحطيم.
ومع ترجيح ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى ما بين «40 و50 ألف شخص»، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، توقع خبراء صحيون أن تكون التداعيات الصحية للزلزال «مفجعة» على المديين القريب والبعيد.
وتحتاج هايتي فوراً إلى المساعدة في عمليات دفن الموتى، بسبب نفاد الأكياس المخصصة لهذا الغرض، وتناثر الجثث في أنحاء المدينة.
وحذّر عمال الإغاثة من أن عدد القتلى سيرتفع كثيراً إذا لم يحصل عشرات الآلاف من المصابين على الإسعافات الأولية خلال فترة قصيرة.
ورغم إطلاق عملية إغاثة دولية ضخمة لإنقاذ المنكوبين جراء الزلزال، الذين بلغ عددهم ثلاثة ملايين شخص، لا تزال مواد الإمدادات الأولية عالقة في المطار الدولي.
وتؤدي واشنطن عبر عدد من مسؤوليها، الذين توجهوا إلى المدينة المنكوبة، دوراً مركزياً في تنسيق عمليات الإغاثة، وبدأ بالفعل عدد من مراقبيها الجويين تولي تشغيل المطار.
وبعد المساعدات الضخمة التي أرسلتها الولايات المتحدة، أمرت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، بنشر قوة من 3500 جندي للمشاركة في الجهود الإنسانية والمساعدة على حفظ الأمن.
في هذه الأثناء، ينتظر وصول فرق إنقاذ فرنسية وكندية وفنزويلية وتشيلية للمساعدة في عمليات الإنقاذ، وأرسلت كندا أيضاً سفينتين عسكريتين ومروحيات وطائرات نقل ضخمة.
كذلك قرّر الأردن، إلى جانب كل من تركيا واليابان، إرسال فرق طوارئ طبية ومساعدات عاجلة إلى هايتي.
بدورها، أعلنت الأمم المتحدة أن المجموعة الدولية تعهدت حتى الآن تقديم مساعدات بقيمة 268.5 مليون دولار، مشيرةً إلى دمار 10 في المئة من مباني العاصمة وتشريد 300 ألف من سكانها.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إطلاق نداء إغاثة لمنكوبي هايتي بقيمة 550 مليون دولار، محذراً من كارثة إنسانية كبرى تتهدد السكان.
في موازاة ذلك، دعت فرنسا إلى عقد مؤتمر دولي للمانحين وإلغاء ما بقي من ديون مستحقة على هايتي لمساعدتها على التعافي من آثار الزلزال المدمر.
في غضون ذلك، واصلت العديد من الدول محاولاتها للحصول على أنباء عن رعاياها المفقودين، في الوقت الذي وافقت فيه الحكومة الكوبية على السماح للجيش الأميركي باستخدام المجال الجوي الكوبي في عمليات إجلاء جوي لنقل ضحايا زلزال هايتي. الأمر الذي سمح بتقليص مدة الرحلة إلى ميامي بنحو ساعة ونصف.
وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو 190 من موظفيها لا يزالون في عداد المفقودين بعد تأكيد مقتل 36 من موظفيها على الأقل.
وفي أوستراليا، أعلنت السلطات أن «عدداً صغيراً» من الأوستراليين لا يزال مفقوداً، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مقتل إحدى دبلوماسياتها.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)