خاص بالموقع - أكدت الصين أمس أنّ تهديد غوغل بوقف عملها في البلاد لن يكون له أيّ تأثير على علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة.وكانت المجموعة الأميركية قد أكدت أنّها قد توقف محرك بحثها الصيني، وقد تغلق مكاتبها في أضخم سوق رقمية في العالم بحسب عدد المستخدمين، بسبب سرقة ملكيتها الفكرية.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية ياو جيان «مهما كان القرار الذي ستتخذه غوغل فهو لن يؤثر على العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة».
وأضاف إنّ «للبلدين قنوات اتصال متعددة. نحن نثق بالتطور السليم للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة».
وجدّد ياو التأكيد على أنّه يجب على الشركات الأجنبية أن «تحترم القوانين والمصلحة العامة والثقافة والتقاليد في الدول المضيفة، وأن تتحمل مسؤولياتها على هذا الأساس».
وتابع أنّه على غوغل «اتخاذ القرار المناسب» لمستقبلها، لافتاً إلى أنّ التطور في الصين سيفيد البلاد والشركات الناشطة فيها.
واتخذت القضية بعداً دبلوماسياً بعدما طلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تفسيراً من بكين. كما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي الخميس أنّ مسؤولاً أميركياً كبيراً في الوزارة طلب «إيضاحات» من دبلوماسيين صينيين حول القضية خلال لقاء عقد في واشنطن.
وقالت غوغل إنّ هذه الهجمات «المتطورة جداً» و«مصدرها الصين» شملت كذلك «ما لا يقل عن عشرين شركة أخرى». فيما قدّرت تقارير أخرى أن يكون عدد الشركات الأخرى المستهدفة أكثر من 30.
وفي نفس الإطار، أعلنت شركة أمن الإنترنت «مكافي» أنّ الهجمات على غوغل وغيرها من الشركات كانت على قدر مرتفع من التطوّر يتجاوز مستويات مجرمي الإنترنت ويوازي إمكانات دولة.
ونصحت شركة مايكروسوفت الخميس مستخدمي أداة التصفح «إنترنت اكسبلورر» بتعزيز مقومات حماية أجهزتهم بعد الكشف عن ثغرة في البرنامج سمحت للقراصنة باقتحام نظام غوغل.
وقال المدير التنفيذي لمايكروسوفت ستيف بالمر إنّ العملاقة الأميركية لتطوير البرمجيات تتعاطى مع الهجمات المعلوماتية «بمنتهى الجدية»، لكنها لا تنوي الانسحاب من الصين وستحترم القوانين المحلية.
من جهة ثانية، جمّد عدم التأكّد من مسؤولية الصين عن الهجمات، والتخوّف من مهاجمتها من دون أية أدلة قويّة، ردّ فعل الإدارة الأميركية على هذا الأمر.
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتحدث علانية أبداً عن الحادثة التي تعدّ الأكبر في هذا المجال منذ تسلمه السلطة، كما أنّ البيت الأبيض لم يطلب علناً من الحكومة الصينية تحقيقاً.
وكانت مسؤولة الإنترنت في الإتحاد الأوروبي نيلي كروس قد ساندت قرار غوغل الانسحاب من الصين إذا كانت الاتهامات صحيحة.
في المقابل، ذكر تقرير صدر عن «مركز الصين للمعلومات عن شبكات الإنترنت» أنّ عدد مستخدمي الإنترنت في الصين قفز 30 في المئة العام الماضي، ليصبح 384 مليون شخص، العدد الأكبر حول العالم. كما زاد عدد الذين يستخدمون الإنترنت عبر هواتفهم النقالة 106 في المئة، ليصبح 233 مليون شخص.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب، أ ب)