واشنطن ــ محمد سعيدخاص بالموقع - يستعد المبعوث الأميركي الخاص لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي جورج ميتشل، للقيام بجولة جديدة في المنطقة يوم الجمعة المقبل، تأتي في أعقاب جولة مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيمس جونز التي ركزت على بناء قدرات السلطة الفلسطينية.
وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي، أن ميتشل الذي عاد إلى واشنطن بعد زيارة لباريس وبروكسل يعمل على تحديد جدول أعمال جولته التي ستشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا التي سيلتقي برئيسها بشار الأسد.
وأوضح كراولي أن أهمية جولة ميتشل تأتي بعدما حددت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون رؤية واشنطن للأسس التي يجب أن ترتكز عليها مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والنتيجة التي يجب أن تتوصل إليها خلال عامين وتتمثل في إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة الأراضي وفقاً لحدود 1967.
وتأتي جولة ميتشل الجديدة في سياق محاولة حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما، مرة أخرى دفع الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التفاوض بشأن قضايا «الوضع النهائي» مثل تحديد الحدود الخاصة بدولة فلسطين والاتفاق على دور القدس ووضعها، وهو ما يعدّه محللون وخبراء أن حكومة أوباما تنتهج إحدى الاستراتيجيات الخطيرة التي أعلنت أنها تلتزم بها بجدية.
ووصفت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، استراتجية أوباما بأنها استراتيجية طموحة بشدة ومناسبة أيضاً في الوقت ذاته وإن كان خطر الفشل ليس مستبعداً على الإطلاق.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، حاول أيضاً أن يضع نهاية لقضايا «الوضع النهائي» من خلال حزمة واحدة كبيرة عندما جمع بين الجانبين في كامب ديفيد، والسابق جورج بوش من خلال عملية أنابوليس.
وتساءلت الصحيفة عن الكيفية التي يمكن بها مناقشة الشكل النهائي للدولة الفلسطينية مع تمثيل جزئي للشعب الفلسطيني متمثلاً في شخص رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس باسم حركة فتح العلمانية بالضفة الغربية!
ويذكر أن ميتشل كان قد رد في برنامج تشارلي روز التلفزيوني الأسبوع الماضي حول احتمالات نجاح استراتيجية أوباما من خلال التذكير بتجربته التفاوضية الناجحة في إيرلندا الشمالية والتوصل إلى اتفاقات سلام في تسعينيات القرن الماضي. وقال إن حماس ستراجع موقفها على غرار الشين فين في أيرلندا الشمالية بمجرد مشاهدتها أن المفاوضات تمضي، وخاصةً عندما ترى شكل الدولة الفلسطينية وهو يتبلور على طول حدود ما قبل عام 1967، مؤكداً أن هذا الأمل على الأقل هو السبب وراء دعم المؤيدين لاستراتيجية للحكومة الأميركية للقفزة القادمة. ويعتقد ميتشل من خلال تجربته في أيرلندا الشمالية أنه «لا الرفض الأول ولا الرفض المئة هو بالجواب النهائي».
ولفت ميتشل إلى سبب آخر قد يساعد أيضاً على نجاح استراتيجية أوباما، هو أن دفعة الرئيسين كلينتون وبوش الكبيرة نحو السلام جاءت متأخرة جداً في فترة رئاستيهما... أما الرئيس أوباما فبدأ المحاولة بعد ثماني وأربعين ساعة فقط من توليه مهام منصبه، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي الوحيد الذي بدأ المحاولة مبكراً جيمي كارتر نجح في العام الثاني من رئاسته في تحقيق اتفاق السلام التاريخي بين إسرائيل ومصر.
ويتكهن فريق أوباما بأنه بالتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود حيث لا بد من تفاهم جوهري بشأنها والقدس التي تعد القضية الأكثر تعقيداً. عندئذ يمكن الأطراف التحايل على العقبة الأساسية التي تقف على طريق المحادثات، المتمثلة في قضية المستوطنات، لأن الحدود والقدس ستكونان بالضرورة الحل لتلك المشكلة.