ينتظر عشرات الآلاف من الجياع والعطشى والمصابين في عاصمة هايتي بورت أو برنس المواد الغذائية والرعاية الطبية والملاجئ التي وعدوا بها. وبعد مرور أسبوع تقريباً على الأزمة التي أحدثها الزلزال، بدأ الدعم بالوصول للمحتاجين، بعدما عطله سوء التنظيم والأوضاع اللوجستية.وكافح عمال الإغاثة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية للناجين، الذين يعاني كثير منهم من إصابات ويعيشون في مخيمات مؤقتة على الطرقات المليئة بالأنقاض والجثث المتحللة.
وأدّى تكدس المساعدات وصعوبة نقلها وتلال الأنقاض التي سدت الشوارع إلى إبطاء عملية تسليم الإمدادات الغذائية والطبية. لكن ظهرت مؤشرات على إحراز تقدم أول من أمس، عندما سيطرت الفرق الطبية الدولية على المستشفيات والعيادات المدمرة حيث يرقد مرضى ومصابون من دون علاج منذ أيام.
كذلك سابقت فرق الإنقاذ الزمن لإخراج الناجين من تحت أنقاض المباني المنهارة، مع ورود أنباء عن مزيد من عمليات الإنقاذ الناجحة.
باريس تنتقد الدور الأميركي: المطلوب مساعدة هايتي وليس احتلالها
وفي السياق، تساعد قوات أميركية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في عملية الإغاثة ومحاولة الحفاظ على النظام في شوارع البلاد التي سادتها حالة متزايدة من انعدام القانون، حيث أعلنت المنظمة الدولية للصليب الأحمر أن العنف وعمليات السلب قد ارتفعت في العاصمة الهايتية.
ومع تفاقم الشعور باليأس اقتحم المئات المتاجر في وسط العاصمة، في ثاني يوم من العنف. واشتبك اللصوص في ما بينهم، بينما حاولت الشرطة تفريقهم بالأعيرة النارية. وقال شهود إن اثنين على الأقل ممن يشتبه في أنهم لصوص قتلا بالرصاص.
من جهته، أعلن السفير الأميركي في هايتي، كانيث مارتن، أن بلاده قلقة من الوضع الأمني في هذا البلد، إلا انه رأى أن الوضع قابل للسيطرة، مشيراً إلى أن عناصر الجيش الأميركي هناك جاهزون للمساعدة. لكن تبقى الأولوية للشرطة المحلية ولقوات الأمم المتحدة، اللتين لحقت بهما خسائر كبيرة من جراء الزلزال.
يشار إلى أن رئيس البلاد، رينيه بريفال، أعلن أول من أمس أن القوات الأميركية ستساعد في الحفاظ على النظام.
وفي السياق، دعا سكرتير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون، ألان جويانديه، الأمم المتحدة إلى أن تحدد دور الولايات المتحدة التي تتولى بحكم الأمر الواقع تنسيق عمليات الإغاثة في هايتي وإدارة مطار العاصمة بور أو برنس. وقال جويانديه متحدثاً لإذاعة أوروبا الأولى، لدى عودته من زيارة لهايتي، «المطلوب مساعدة هايتي لا احتلال هايتي».
وكان جويانديه قد أفاد في هايتي بأنه رفع احتجاجاً رسمياً إلى الولايات المتحدة، غير أن وزارة الخارجية في باريس نفت الأمر، مؤكدة أن التعاون الفرنسي الأميركي يجري «بأفضل طريقة ممكنة» على الأرض.
يذكر أن مسؤولين توقعوا وصول ضحايا الزلزال إلى 200 ألف شخص، فيما تم حتى يوم الأحد دفن ما يقارب 70 ألف في مقابر جماعية.
في غضون ذلك، أعلنت كندا أنها ستستضيف اجتماعاً لوزراء الخارجية في الـ25 من الشهر الحالي للتباحث في إعادة بناء هايتي.
في هذا الوقت، وعد الاتحاد الأوروبي أمس بتخصيص 420 مليون يورو لهايتي.
(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، ا ب)