خاص بالموقع - بعد يوم على الاعتداء الذي شنّته طالبان على مركز للتسوّق في كابول، والعملية الانتحارية في قلب العاصمة، التي استهدفت القصر الرئاسي ووزارات، واستمرت فيها المعارك عدة ساعات أمر الرئيس الأفغاني حميد قرضاي بمراجعة الخطة الأمنية للعاصمة. وقال قرضاي إنّه يجب توجيه الثناء إلى القوى الأمنية التي استطاعت تجنّب كارثة كبيرة.وفتشت القوى الأمنية السيارات في العاصمة، الثلاثاء، التي كانت هادئة طيلة اليوم. وزادت الشرطة الحواجز مع قوات راجلة فتشت الشوارع.
من جهتها، دانت أوستراليا العملية التي نفّذتها طالبان في قلب كابول، معتبرةً أنّ هذا «الهجوم الإرهابي» يهدف إلى زعزعة الحكومة الأفغانية الجديدة.
وقال وزير الخارجية ستيفن سميث إنّ «الهدف الاستراتيجي للهجوم واضح، ضرب قلب حكومة الرئيس حميد قرضاي في كابول». وأضاف إنّ «أفغانستان لا تزال أرضاً صعبة جداً وخطيرة جداً»، واصفاً هذه العملية بأنّها «هجوم إرهابي».
في المقابل، قال قائد الجيش البريطاني إنّ مقاتلي طالبان الذين شنّوا الهجمات الاثنين تلقّوا تعليمات بمهاجمة أكبر عدد ممكن من الأماكن لإيجاد انطباع بأنّهم موجودون في كل مكان.
وأضاف الجنرال ديفيد ريتشاردز إنّ ردّ قوات الأمن الأفغانية على الهجمات كان جيداً، وهو ما يدحض المنتقدين الذين يشكّكون في قدرتها على صد مثل هذه الهجمات.
وأشار إلى أنّ طالبان لا تحظى بتأييد شعبي بين الأفغان، وأنّه يعتقد أنّ القوات الدولية في أفغانستان «تحشد الآن الموارد والقوة البشرية لضمان أن نتمكن من النجاج مع مرور الوقت».
من جهة ثانية، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إنّ كبار قادة طالبان ربما يحجمون إلى حد كبير في الوقت الحالي عن الانضمام إلى خطة جديدة للمصالحة في أفغانستان، لكنّ البرنامج قد يكون أكثر نجاحاً على المستويات الأدنى.
ومن المتوقع أن تعلن الحكومة الأفغانية هذا الشهر تفاصيل الخطة التي قال دبلوماسيون إنّها ستتضمن تدريباً مهنياً وأموالاً لإغراء مقاتلي طالبان ودفعهم إلى إلقاء السلاح والنزول من الجبال.
وقال جيتس للصحافيين على متن طائرته، في رحلة إلى الهند، «وجهة نظرنا أنّه إلى أن يرى قادة طالبان تغييراً في قوة الدفع، ويبدأوا بإدراك أنّهم لن يحقّقوا النصر فإنّ احتمالات مصالحة ذات مغزى على المستويات الأعلى ليست كبيرة جداً».
وفشلت جهود سابقة في استمالة مقاتلي طالبان لأنّها لم تتضمن محاولة تذكر لعرض حماية أو حوافز مادية.
(رويترز، أ ف ب، أ ب، يو بي آي)