strong>بعد نحو أسبوع من اغتيال العالم النووي الإيراني مسعود محمدي، اغتيل المدعي العام لمدينة خوي الكردية في إيران، في حادث يطرح علامات استفهام حول حقيقة ما يجري على الساحة الإيرانية
أعلن وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي، أن أساطيل الغرب في الخليج ستكون أفضل هدف لقوات بلاده، «في حال الاعتداء على الوطن»، وذلك غداة اغتيال المدعي العام لمدينة خوي شمال غرب إيران، على أيدي عناصر متمردة. وقال مساعد قائم مقام مدينة خوي في إقليم أذربيجان، إبراهيم محمد لو، إن القوى الأمنية «اكتشفت خيوطاً تدل على العناصر الإرهابية، التي شاركت في اغتيال القاضي والي حاجي قلي زاده» قرب منزله، أول من أمس، وأنه تم اعتقال أربعة أشخاص.
وأعلنت السلطات أن المدعي العام في خوي، تلقى تهديدات في الأيام السابقة، منوّهة بأنه «كان معروفاً بمكافحته أعداء الثورة وبمحاربته الفساد».
وقال المسؤول في وزارة الداخلية، فخرالي نكبخت، لوكالة «مهر»، إن «مجموعة الحزب من أجل حياة حرة لكردستان (بيجاك) الإرهابية تبنّت الاغتيال»، فيما نقلت وكالة الطلاب الإيرانية (إسنا) عن رئيس دائرة القضاء في المنطقة، محمد علي موسوي، قوله إن مجموعة كردية متمردة «على الأرجح تورطت» في قتل المدعي.
من جهة أخرى، قال وزير الداخلية الإيراني «إن وجود الأميركيين بعد عهد الاستعمار البرتغالي والبريطاني في المنطقة، والحروب الأخيرة، سبّب في أن تحمل هذه المنطقة طابعاً أمنياً، ما يحول دون ازدهارها من الناحية الاقتصادية أو الثقافية».
وأضاف وحيدي أمام «الملتقى الدولي التاسع عشر للخليج الفارسي»، الذي يحضره خبراء من 15 دولة في طهران، إن «الخليج الفارسي منطقة تتبوأ مكانة حساسة للغاية، وخصوصاً بعد التسابق التسليحي ودخول كميات هائلة من الأسلحة إليها منذ عام 2007».
وأشار وحيدي إلى انتشار الأساطيل والسفن الحربية في منطقة الخليج، قائلاً إن «أكثر من 90 قطعة حربية سواء كانت غواصة أو حاملة طائرات ومروحيات تنتشر حالياً في هذه المنطقة التي أصبحت منطقة عسكرية بحتة». ورأى أن «الهدف من انتشار الأساطيل الغربية في المنطقة هو إيران. إذ يعلم الغربيون أن هذه الأساطيل ستكون أفضل هدف إذا ما تعرض الوطن لأي عدوان».
وأعرب وحيدي عن استعداد طهران لتوقيع ميثاق أمني جماعي مع الدول الإقليمية، مضيفاً أنها مستعدة أيضاً للمشاركة في مفاوضات مع الدول الإقليمية بشأن إنشاء نظام للأمن الجماعي في المنطقة وتصدير أسلحة ومنتجات حربية إليها. وقال «أعلنا لأصدقائنا في السعودية أن إيران والسعودية باعتبارهما بلدين كبيرين في المنطقة، يجب أن يبذلا المزيد من الجهود للتعاون الإقليمي بينهما في المجالات الاقتصادية والثقافية والدفاعية».
من ناحية ثانية، أعلن وحيدي أن فرق عمل تعمل الآن على إنتاج القمر الاصطناعي «أميد»، إلى جانب قمر «طلوع». وسيعرض «أميد» خلال احتفالات الثورة بمناسبة ذكرى انتصار الثورة في شباط المقبل.
من جهة ثانية، حذّر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، اللواء عاموس يدلين، من أن المشروع النووي الإيراني يواصل تقدمه، ومن أن إيران لن تتنازل عن هذا المشروع من دون ضغط.
وقال يدلين، خلال العرض الأمني الذي قدمه أمس أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن «إيران أفشلت الحوار، والأسرة الدولية تستعد الآن لخطوة العقوبات». وأضاف أنه طالما لا تتعرض إيران لضغط ثقيل، فلن ترى حاجة إلى التنازل عن قضيتها الجوهرية، وهي تواصل التقدم في مشروعها النووي.
من جهة أخرى، يجري ضابط أمن الكنيست، يتسحاق شدار، تحقيقاً في اتصال هاتفي، أجري من بيت النائبة من حزب «كديما»، رونيت تيروش، مع جهة مجهولة في إيران. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تيروش قدّمت أمس شكوى إلى شدار، بعدما اكتشفت أنها دفعت لقاء محادثات هاتفية إلى إيران بواسطة الهاتف في بيتها.
على صعيد آخر، طالبت طهران بإطلاق المهندس الإيراني، مجيد كاكاوند، المعتقل في فرنسا منذ آذار 2009، بطلب من الولايات المتحدة، بتهمة مخالفة الحظر التجاري الأميركي المفروض على إيران.
إلى ذلك، أعلنت إيران أن وزير الخارجية الجورجي، كريكول واشادزة، اعتذر خلال اجتماعه برئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، علي لاريجاني، عن تسليم الحكومة السابقة في بلاده الإيراني حسين أردبيلي إلى الولايات المتحدة في عام 2007.
(أ ف ب، أ ب، إرنا، فارس)