زادت وتيرة توزيع المساعدات الغذائية والطبية في هايتي، ما منح أملاً لبعض الناجين اليائسين، في وقت عبّر فيه الأطبّاء عن خشيتهم من أن تصبح الأمراض هي التحدي الرئيسي المقبل بالنسبة إلى عشرات الآلاف من المصابين أو المشرّدين. وفي وقت لا يزال فيه المرفأ مغلقاً، إذ إن توزيع المساعدات يبقى محصوراً بمطار العاصمة، لا يزال عشرات الآلاف من المواطنين يفترشون الطرق. وأعلنت الأمم المتحدة أنه لم يُوفّر حتى الآن عمل جميع نقاط توزيع الطعام الـ15 التي كان مخططاً لها، وأنها بحاجة إلى توفير ما يقارب 100 مليون وجبة جاهزة على مدى الـ30 يوماً المقبلة، مشيرةً إلى أنها انتشلت حتى الآن 90 شخصاً منذ بدء عمليات الإنقاذ التي تقوم بها. وفي السياق، غادرت بيروت أمس طائرة متوجهة إلى هايتي على متنها مساعدات مقدمة من الحكومة اللبنانية. وسيتفقّد الوفد اللبناني، أوضاع اللبنانيين هناك. وستقل الطائرة عند عودتها جرحى لبنانيين أصيبوا في الزلزال.
وفي إطار جهود الإغاثة، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن الجراحين لم يقطعوا مثل هذا الكمّ من أطراف المصابين منذ المعارك الدامية التي تعود إلى القرن التاسع عشر. وأظهرت لقطات شريط فيديو بُثّ أمس جرّاحي منظمة أطباء بلا حدود وهم يُجرون العمليات الجراحية في حاويات بضائع تحولت إلى غرف عمليات مؤقتة في الهواء الطلق. وقالت طبيبة في المنظمة إنها لم ترَ مثل هذا الوضع طوال حياتها.
ويذكر أن ما يقارب 200 ألف شخص لقوا حتفهم خلال الزلزال بحسب الحكومة الهايتية، في وقت أصيب فيه 250 ألف شخص بجراح، وشُرّد ما يقارب مليون ونصف مليون شخص.
على المستوى الأمني، وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على زيادة مؤقتة قدرها 3500 عنصر في أعداد قوات الأمم المتحدة من الجنود ورجال الشرطة إلى هايتي، بواقع 1500 شرطي و2000 من القوات المسلحة، والبالغ قوامها 9 آلاف فرد لتقديم المساعدة الأمنية للحكومة.
إلى ذلك، أنزلت 12 طائرة هليكوبتر قوات أميركية مزودة بمعدات قتالية كاملة في مكان قصر الرئاسة الذي دمره الزلزال. إنزال يعدّ أكبر عملية نشر لجنود أميركيين في العاصمة منذ أن ضربها الزلزال.
ويشار إلى أن أكثر من 11 ألف جندي أميركي ينتشرون إمّا على الأرض أو على سفن قبالة سواحل هايتي أو هم في طريقهم إلى البلاد.
وفي ظل تردّي الأوضاع الأمنية، حاول عدد من المواطنين أن يأخذوا على عاتقهم مسؤوليّة المحافظة على أمن شوارعهم، وبدأوا بإنشاء حواجز تفتيش في أحيائهم، وبتسيير دوريات مسلحة للحماية.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الأميركية أنها ستسمح للأطفال الأيتام الهايتيّين بالدخول مؤقتا إلى أراضيها لتلقّي الرعاية المطلوبة، مخفّفةً الإجراءات المطلوبة للدخول.
(رويترز، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، الأخبار)