خلصت وكالات الاستخبارات الأميركية في معلوماتها الجديدة عن إيران إلى وجود أدلة متزايدة على أن طهران مضت قدماً في أبحاثها الخاصة بالأسلحة النووية، لكنها لم تطلق برنامجها لتصنيع قنبلة ذرية كاملاً.وأقرّ مسؤولون أميركيون بأن بعض ما ورد في تقرير عام 2007 بشأن برنامج إيران النووي، بحاجة إلى مراجعة. لكنهم توقعوا ظلالاً من الاختلاف لا تغييراً كاملاً في التقويم الجديد، المُتوقع أن يُستكمل خلال أسابيع.
وقال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، «في الأساس نحن نتحدث عن (استئناف) الأبحاث، لا عن تعبئة إيران لكل طاقاتها في برنامج لتصنيع قنبلة. لكن حين تنظر إلى البرنامج النووي الإيراني، الظلال تكون لها أهمية».
ومن المتوقع أن يقرّب هذا التقويم الجديد الموقف الأميركي أكثر من موقف الحلفاء الأوروبيين، بشأن البرنامج النووي الإيراني، ولا سيما أن عدداً من أجهزة الاستخبارات الأوروبية اختلف مع تقويم عام 2007 الذي جاء فيه أن إيران أوقفت أبحاثها لوضع تصميم للقنبلة الذرية والأنشطة الأخرى المتصلة بالأسلحة، كذلك أوقفت برنامجها السري لمعالجة اليورانيوم وتخصيبه في عام 2003.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن أمام «الطرف المقابل» في قضية بيع الوقود النووي لإيران، «مهلة عشر أيام للقبول باقتراح إيران. نحن لا نزال ننتظر الرد منهم».
وأشار مهمانبرست إلى بعض الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية بشأن قضية توفير الوقود النووي لمفاعل الأبحاث في طهران، قائلاً «إن إيران لم تتقدم بطرح جديد في ما يتعلق بقضية توفير الوقود النووي لمفاعل الأبحاث في طهران. موقفنا هو ما أعلنّاه سابقاً، وفي الأساس لا جديد في هذا الشأن».
وفي السياق نفسه، أفاد دبلوماسيون لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا بأن إيران أخطرت هذه الوكالة بأنها ترفض أجزاءً رئيسية في اتفاق جنيف، بشأن تسليم اليورانيوم. وأضافوا أن الموقف الإيراني الذي ورد في مذكرة مكتوبة قُدّمت إلى وكالة الطاقة، هو تكرار لمطالبات شفوية بتعديلات رفضتها القوى الغربية. لكنهم أشاروا إلى أنه لا يرقى إلى أن يكون رداً نهائياً.
من ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، إن الرد الإيراني غير كاف. وأضاف «لست واثقاً بأنهم سلّموا رداً رسمياً. لكن من الواضح أنه ردّ غير كاف».
من جهة أخرى، ذكر تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وزير السياحة الإيراني حميد بكاي، صافح نظيره الإسرائيلي ستاس ميسيجنيكوف، أمس، في معرض السياحة المقام في العاصمة الإسبانية مدريد.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن ميسيجنيكوف قوله لنظيره الإيراني أمام عشرات وزراء السياحة الذين حضروا من أنحاء العالم «كلانا من المنطقة نفسها، وفي إمكان السياحة أن تكون جسراً للسلام، والشعب في إسرائيل يعدّ الشعب الإيراني صديقاً». وأضاف «لكن ثمة أهمية لأن يتوقف رئيس إيران (محمود أحمدي نجاد) عن التحريض المنفلت على إسرائيل ويعيد إيران إلى عائلة الشعوب».
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن المندوبين السوريين تجاهلوا ميسيجنيكوف وحاشيته.
في هذه الأثناء، يسعى أعضاء كنيست وخبراء قانون إسرائيليون ودوليون إلى تقديم دعوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية في لاهاي على نجاد، واتهامه بخرق معاهدة الأمم المتحدة لمنع إبادة شعب.
وقالت «يديعوت أحرونوت» إن المبادر إلى هذا المسعى هو عضو الكنيست يوحنان بليسنير من حزب «كديما»، الذي يرأس لوبي لتعزيز العلاقات مع أوروبا في الكنيست.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)