بول الأشقرخاص بالموقع - انتهت أزمة المالك الزراعي في الباراغوي، فيديل زيلايا، بالإفراج عنه بعد نحو ثلاثة أشهر من الاختطاف، واعتقال خاطفيه، من دون أن يلحق به أي أذى، مقابل دفع فدية قدرت بنصف مليون دولار.
إفراج مهّد الطريق أمام إعلان الشرطة في اليوم التالي اعتقال ثمانية من أصل عشرة أشخاص ملاحقين في القضية التي شغلت الوسط السياسي في الباراغواي، والتي أحاطتها شائعات حول إمكان قيام انقلاب عسكري على الرئيس والمطران السابق فرناندو لوغو.
وفي التفاصيل أن فيديل زيلايا، وهو معارض شرس للرئيس لوغو، اختطفه من مزرعته شمال الباراغواي، في أواسط تشرين الأول، «جيش شعب الباراغواي»، الذي يمثل مجموعة صغيرة راديكالية اشتهرت بعمليات خطف في العقد الأخير.
واتهمت المعارضة الحكومة والرئيس لوغو شخصياً بالتواطؤ مع هذه المجموعة، مذكّرةًَ الرئيس بأدائه الكهنوتي السياسي، وبعلاقاته مع كل أطياف الحركات المعارضة آنذاك، وذلك بالرغم من أن الحكومة عدّت المجموعة «عصابة من المجرمين».
وفي أثناء مرحلة الاختطاف، ازدادت الشائعات حول إمكان وقوع انقلاب في الباراغواي ـ على النموذج الهندوري. أما على أرض الواقع، فاستبدل الرئيس لوغو ـ المضعف منذ اكتشاف أبوّته لعدد من الأطفال السنة الماضية ـ قيادة القوات المسلحة أكثر من مرة خلال الفصل الأخير، ما أثار تساؤلات جدية عن صحة احتمال وقوع انقلاب، على الرغم من أنه لم يتأكد من أن هذه التشكيلات على صلة بعملية الاختطاف.
وقبل أسبوع، بعد أن تلقّت على ما يبدو عائلة زيلايا إثباتاً حسيّاً على أن الأخير على قيد الحياة، وُزّع 12 طنّاً من اللحوم في منطقة هندية وفي حي فقير من أحياء العاصمة أسونسيون. وأشرف على عملية التوزيع شقيق زيلايا الذي أوضح لوسائل الإعلام أن جيش شعب الباراغواي هو الذي يقدم هذه اللحوم.
وقبل ثلاثة أيام، جاء الإفراج عن الرجل على مسافة 10 كيلومترات من محافظة كونسيسيون. وقال زيلايا الذي بدا في حالة صحية جيدة، «إنه عاش درب الصليب». وأضاف «ما زلت صامداً ومصمّماً على تغيير مجرى الأمور في هذا البلد».
وفور الإفراج عن زيلايا، رحّب لوغو بعودته إلى عائلته «التي هي جزء من عائلة الباراغواي الكبيرة»، مضيفاً أن «إطلاق السراح هذا لا يمكن اعتباره إنجازاً كاملاً حتى اعتقال من وقف وراء الخطف ومحاكمته»، ليتم في اليوم التالي إلقاء القبض على 6 مشبوهين، من بينهم مؤسس «المنظمة الفلاحية في الشمال»، على مسافة 800 كلم من العاصمة أسونسيون، إضافة إلى شخصين من بينهما موظفة في وزارة الزراعة يبدو أنها كانت على اتصال هاتفي بالخاطفين. ومع أنه لا تأكيد رسمياً بشأن دفع فدية، أكدت الصحافة المحلية أن المبلغ الذي دفع ارتفع إلى 550 ألف دولار.
فدية رأى محافظ منطقة سان كارلوس لويس شوب، من حزب كولورادو المعارض، أن «جزءاً منها صار في القصر الرئاسي»، في اتهام مباشر للرئيس بالتورّط في العملية، الأمر الذي حمل لوغو على رفع دعوى قضائية عليه.